العراقي هامشي مرة اخرى.
د. أحمد مشتت
المعيار الاول لاهتمام الدولة اي دولة بالمواطن هو صحته وسلامته. كانت الالهة السومريةمهمتها الاساسية حماية الانسان من المرض الذي هو وجه آخر للموت.
في العراق الحديث هذا مطلب عسير. كان ومازال.
وكرس وباء الكورونا حقيقة ان صحة المواطن العراقي هي ليست من صلب اهداف الدولةولا اولوياتها.
مازالت عمليات التطعيم ضد الكورونا في العراق بطيئة ولاتتناسب مع حجم الوباء هناكولا مع عدد السكان.
العراق قد يحتاج الى عامين أو اكثر اذا اراد تطعيم ٧٠ بالمئة من السكان وهي النسبةالمطلوبة لتحقيق جدار مناعي مجتمعي يسمح للسيطرة على الوباء ، اذا كانت الامورتسير على هذا المنوال البطئ.
هناك تردد كبير من قبل المواطن العراقي في اخذ اللقاح.
والدولة ووزارة الصحة غير معنية كثيرا بتوعية الناس بشكل جدي حول اهمية اللقاحات.
لاشك ان انحدار الوعي ومستوى التعليم في العراق له الاثر الكبير على انتشار نظرياتالمؤامرة مثل زرع الشريحة وكم المعلومات الخاطئة التي يتم ترويجها بشكل منظم هناك.
والمروجون لهذه التخاريف هم ليسوا فقط من الدجالين المحترفين وبائعي الوهم.
هناك اطباء ورجال يفترض انهم رجال علم قادوا حملة الجهل المنظم لتخويف الناس مناثر اللقاحات.
مازال العراقيون يصدقون ان اللقاح مثلا يسبب مرض الكوفيد ١٩. وظهر احد الاطباء فيفديو منشور على منصات التواصل الاجتماعي يفصل في هذا الموضوع.
وهناك تردد كبير حتى من العاملين في القطاع الصحي لاخذ اللقاح.
الواقع الصحي في العراق يسمح بذلك.
جهاز صحي على وشك السقوط بسبب انهيار البنية التحتية والدولة غير معنية بذلك.
مازالت مستشفى مدينة الطب التي تاسست في عام ١٩٦١ وافتتحت عام ١٩٧٠ هي اهمواكبر مستشفى في العراق.
لم يتم بناء اي مستشفى مهم ويقدم خدمات حقيقية للمواطن منذ عام ٢٠٠٣.
هناك دائما مشاريع كبيرة على الورق وفي خطابات الدولة المغيبة.
المواطن العراق يدفع حوالي ٧٠ بالمئة من تكاليف رعايته الصحية من جيبه الخاص بينماتوصي منظمة الصحة العالمية ان تكون هذه النسبة اقل من ٣٠ بالمئة لتجنب الفقروالعوز.
ان لغياب سياسة صحية واضحة المعالم والاهداف دور كبير في هذا الانحدار غيرالمسبوق للرعاية الصحية في بلد اسس اول حضارة في الكون واطلق اول طبيب فيالتاريخ.
الجهل في العراق هو سيد الموقف الوبائي الان.
فهناك تجاهل مخيف لفايروس كلف البشرية ملايين الوفيات.
وبعد عامين من الجائحة مازال الجدل قائما حول لبس الكمامة مثلا.
جائحة كورونا هزت انظمة صحية عالمية ووضعتها على محك التجربة القاسية لكن هذهالانظمة الصحية لم تتنازل عن هدفها الجوهري وهو توفير افضل رعاية طبية لمواطنيهاوكان الانسان هو محور اهتمامها الرئيسي.
في العراق حياة الناس غير مهمة
مستشفى يتعرض لحريق هائل بسبب افتقاره لابسط الإجراءات الوقائية مثل جهازالانذار
ويحاسب بضعة اشخاص ويتم دفن الحقيقة المرة.
حقيقة السلطة التي تضع حياة المواطن في اسفل قائمة اهتماماتها واهدافها.
ضباط الصف القدماء وضباط الدمج الحاليين
مشغولين بنهش كيان الدولة الحديثة في العراق
الدولة التي أضحت شبحاً.
الدولة الساقطة.
وسيظل الدجالون يحرسون بواباتها لاجل طويل