علي حبل المتين
للنزوح والهجرة اسباب ومسببات جمة ، كما له الاثر الكبير في التغيير الديموغرافي والاقتصادي والاجتماعي، وهو من الأمور الغير ملتفت لها في العراق ، بسببإنشغال حكومتنا ” العتيدة” بمشاكل اخرى غيرت بوصلة اهتمامها باتجاهات مغايرةواهملت هذا الامر ، مما ساعد في تزايد عدد الذين هجروا اماكنهم ومناطقهم ونزحوامضطرين بحثاً عن لقمة العيش أو الهرب من الكوراث والحروب.
ولتفصيل أكثر أجرينا عملية إستقراء لمعرفة أسباب النزوح والهجرة والتقينا ببعضالأشخاص فكانت إجاباتهم كل حسب حالته ، وما استوجب عليه الأمر ولكن القاسمالمشترك بينهم هو النزوح من مدنهم الام، وعرفنا ومن خلال الاستقراء أن وجهة النازحينوالمهاجرين غالباً ما تكون نحو المدن الدينية، وذلك لعدة اسباب نوجزها :
اولاً يلعب الموروث الديني دوراً مهماً في هذا التوجه اذ يجد البعض في هذه المدن الامنوالاستقرار. والشعور بالطمأنينة ، و لوفود جموع الزائرين عليها فقد شهدت هذه المدنمثل مدينة النجف و بغداد و كربلاء في القرن الماضي وفي بدايات القرن الحالي نزوحاًغير مسبوق وغير معهود وذلك بسبب قلة موارد محافظات النزوح أو بسبب النزوحالقصري أو العرفي أو بسبب تملكها أرض فكان النظام السابق أبان حرب أيران يعطيأرض لكل شهيد في هذه المدن فمثلاً يوجد في النجف حي النصر وحي العسكري وباقيالاحياء التي وزعت لشهداء حرب ايران.
اما أكثر أسباب النزوح فهو يعود لقلة موارد تلك المدن وكثرة نفوس سكانها، فضلاً عنبعض الحالات الاجتماعية مثل الزواج أو الدراسة كما هو حال وديدن اغلب طلبة العلومالدينية في النجف وكربلاء.
و لا يقتصر الامر تواجد الطالب لوحده ، بل يجلب معه أسرته وباقي اخوته أو ربماابناء عمومته، ولا يقتصر الامر على النزوح الداخلي فقط، بل تعدى ذلك الى طلبةالعلوم الدينية من خارج العراق وأكثر الذين استوطنوا في المدن ذات الطابع الديني اوالعلمي هم من الافغان والباكستان والاذريين والخليج والى ……
( وأكد على ذلك الطالب علي من مدينة كشمير إنه وفد لطلب العلم وبعدما أستقر جلبزوجته واهله وقالوا أخرين ان سبب بقائهم وتمركزهم هو ارتباطهم بالتحصيل العلمي ) ولا ننسى النزوح الكبير بسبب حرب داعش وتهجيرهم سكان المدن التي استلوا عليهافأكثر أصحاب المهن بعدما وجدوا البيئة المناسبة ، وفضلوا الاستقرار والبقاء وعدم الرجوع بسبب الامن والاستقرار وهذا ايضًا من الأسباب المهمة المؤثرة على حياة السكانومعيشتهم.
حيث تسكن أغلب هذه الفئات المناطق العشوائية أو ما يطلق عليه ” بالتجاوز ” أ اراضيالدولة ، وبعد التوافد والسكن غير المشروع أصبحت أحياء سكنية هامشية في كثير منالمدن العراقية مما سبب في. مشاكل عديدة ،فيما سبب هذا الأمر تزاحم سكاني قد تسكنعائلتان في دار مساحتها (٥٠م) أوعائلة واحدة يتجاوز عدد أفرادها الخمسة الى ستةأشخاص.
ومن الطبيعي ان يحمل النازحون معهم ثقافتهم وعاداتهم وانماط عيشهم ، التيانعكست بشكل او بآخر على شكل التركيبات السكانية للمدن ، وهذا التغييرالديمغرافي اكسب المدن طبائع جديدة واساليب تعامل مختلفة عما كانت عليه .
ولما ان النازحين من مشارب مختلفة ، وبيئات متباينة ، فقد انعكس ذلك بشكل كبير علىالواقع الثقافي والاجتماعي لمدن النزوح .
فمثلا الطابع العام للفئة النازحة أو المهاجرة هو الريفي حيث
أن سكان الريف نزحوا الىالمدن بسبب قلة المياه ، وانعدام الخدمات وشضف العيش ، بالاضافة الى موت الزراعة واهمال الدولة لها والعزوف عن العمل في الارض والاعتماد على المنتج المستورد ،بالاضافة الى تدهور الوضع الاقتصادي والصحي.
فقد تفشت بعض الظواهر الغير مألوفة في هذه المدن والتي قد تكون مستهجنة عندهم،ولكنها بمرور الايام سادت ولعلها تتحول بمرور الايام الى قواعد في السلوكالاجتماعي.
فهذا النزوح القسري قد يسبب حالة من عدم الانسجام بين أبناء المجتمع ، وربماينتج مجتمعاً غير متجانس ، ويدمر الريف. والمدينة معا ً.
نتيجة حالة الرفض من جانب وحالات الضرورة من جانب اخر سيعيش المجتمعبتناقض حاد ينعكس على حالة التعايش بين الناس .
وبالمقابل لا توجد حلول ايجابية من قبل الدولة ولا مبادرات للحد أو التقليل من النزوح ،فهناك حالة من لإهمال الصريح من الحكومة و عجز عن توفير الخدمات العامة وانعدامالامن والاستقرار.