امير الخطيب
تصرخ القنوات العربيه باعلى اصواتها ، تتشاجر، تتناحر، و الكل يدعي التنوير و المسير في الركب الحضاري، من ديمقراطيه الى مسرح الى فنون و آداب، الكل يدعي التنوير، و الكل يتعامى عن ما يسببه الجهله و المتخلفون من اثارة الفتن و التحريض على القتل عمدا او بشكل غير مباشر.
القنوات العربية الرسمية و المدعومه لم تتطرق في يوم ما الى التاريخ المليء بالاخطاء، لم تستضيف متنورا واحدا خلال يومياتها كلها، بل على العكس، تبدء بالقرآن و تنتهي به.
القنوات العربيه الرسميه او المدفوعة الثمن ممن تعمل تحت جناح دولة او حزب او مليشيا، لا يهمها الا مليء الجيوب و البطون، و التباهي بالنضالات الفارغة، و العنتريات اللّماعة، في حين تصمت بشكل مطبق، عن حاجة الناس لمعرفة النور من الظلام، الحب من التجاهل، المتخيل من المعاش، هذه امور خارجه عن تفكير هذه القنوات.
قنوات غير عربيه، غير رسميه، و غير مدفوعة الثمن، هي التي تهتم بالنور للمجتمعات العربيه، ابراهيم عيسى مثالا، فبرنامج هذا الرجل ” مختلف عليه” برنامج مهم، ولو انه تحريضي في بعض الاحيان، لكنه من خلال قناة الحرة الامريكية، يستضيف باحثين و ذو شان بالتاريخ العربي و الاسلامي.
ابراهيم عيسى من على قناة الحرة، يعلم مئات الالف بل ملايين من البشر ما لم تعلمه تلك القنوات العربيه مدفوعة الثمن و الرسمية منها، ابراهيم عيسى مثال واحد، و ليس كل الامثله، فالمتتبع لحراك الثقافي العربي، خارج الاعلام الرسمي العربي، لا يستثني هؤلاء الذين يبحثون بشكلٍ جدي من اجل الصالح العام و من اجل اعلاء شأن الحقيقة التي تغيبها قسرا، تلك القنوات العربية الرسميه منها او التي تعمل لصالح ميليشيا او اي جهة تثير الكراهيه.
ما احوجنا للتنوير، ما احوجنا للسير مع العالم، ما احوجنا لاستعادة عافيتنا الانسانية، اقول هذا لاننا نسير لوحدنا، لا احد معنا و لا شيء يثير الاخرين منا الا الامثلة الميته او التي تحرض على الموت.