مظاهرات ومظاهرات  …. عبد الحميد الصائح

مظاهرات ومظاهرات …. عبد الحميد الصائح

 

 

 

عبد الحميد الصائح

ليسَ كلُّ من يخرج للتظاهر في الشارع يطمحُ بمنصب سياسي، أو يسعى لأن يكون وزيراً أو مستشاراً، رغم حالات التسلّل والتوظيف من بعض القفّاصة الذين استثمروا الظاهرة العامة لمكاسبَ خاصة كما هو معتاد في كلّ حراك شعبي أو رسمي في الدنيا.

البعض خاصة من أصحاب السطوة يريد أن يتعامل مع المظاهرات التي يشهدها العراق كفصيلة واحدة بمواصفات واحدة واهداف ووسائل وسلوك ايضا . وهذا بدا يتكشف تدريجيا . البعض يقول إن الانتخابات ( المبكرة ) هي الحل وعلى المتظاهرين العودة الى منازلهم بانتظار نتائجها ، وكل من يتظاهر بعد ذلك فهو مشاكس وبطران وضد المبدأ العام للاحتجاج .

لكن أغلب المتظاهرين لديهم مطالب مباشرة تعالج باجراءات عملية.. فالذي ينتظر تعيينا ينقذه من البطالة والعوز والفقر لن تحقق الانتخاباتُ مطلبَه . والذي يبحث عن قاتل أخية أو أبيه أو اخته المختطفة المغيّبة

لاتعنيه نتائج الانتخابات، مبكرة كانت أم متاخرة ام ملغاة . كذلك الناس التي لاترى الحل سياسياً بل تراه باقامة مشاريع محلية واسعة تستوعب الشباب . باستصلاح الأراضي وانشاء مصانع ودعم الدولة للمشاريع الصغيرة والتشجيع على تنوع العمل وعدم الوقوف ضد التخصصات . ايضا الالتفات الى خطر استمرار الكلّيات والجامعات الأهلية المتردية التي تضخ سنويا للشارع مغدورين يحملون شهادات بلا رصيد وخريجين بلا خطط لاستيعابهم.

مظاهرات أخرى يشهدها الشارع تلك التي تقوم بها الاحزاب والعشائر لتصفيات في دوائر ضيقة .. ازالة محافظ أو قائمقام او قطع جسور واحراق محال تجارية وهي كلها بالتوصيف الاعلامي الرسمي ( سلوك متظاهرين) . لكن من هم؟ ماهي اهدافهم ؟ لا احد يسال .كلها ترمى على فضاء المتظاهرين السلميين المتفاعلين الذين يطالبون بالاصلاح ومحاربة الفاسدين ومحاسبة القتلة وجعل القانون فوق الجميع، والانتخابات التي لاتحقق ذلك باطلة قبل أن تجرى . فالهدف ليس اجراء انتخابات، الهدف حسن نتائجها . والانتخابات المبكرة كما هو معروف تجرى لسببين .اما ان اصحاب القرار انفسهم يدعون اليها بانفسهم لاستحصال مزيد من التفويض الشعبي لاسيما في قضايا ومستجدات يواجه تمريرها صعوبة في البرلمان كما يحصل عادة في بريطانيا ، او لتصحيح نتائج انتخابات منحرفة بسبب التزوير او الترهيب والترغيب بالمال والسلاح أو الاستمالة الدينية والعشائرية . هذا الإنتاج المشوه يراد تصحيحه فتجرى انتخابات مبكرة .

على هامش هذا كله يظل أي تصرف سياسي أو أمني تصرفا غير مسؤول بالذات في جعل المظاهرات وحدة واحده واختراقها وتشويهها أو اعتبار أية مظاهرة حتى لو خرجت لاستبدال مدير مدرسة بانها تظاهرة الشعب المطالب بالحرية وضمان مستقبل افضل لهذه البلاد !!

ان تسيير مظاهرات من قبل الأحزاب وبعض السياسيين وحتى التجار لأهداف صغيرة لاترقى الى مطلب الحرية والعيش الكريم ومحاسبة الفاسدين والقتلة .. واخراج تظاهرات من قبل افراد موجهين لاحداث شغب هنا وهناك ليس حلأ وقد انكشف للناس هذا الكم من الاختراق والتشويه وهذه النماذج المختلفة من التظاهرات المحدودة هنا وهناك حتى استعمل البعض كلمة (مظاهرات) لتهديد خصومهم – والله اذا ما تمشّي الأمور مثل مانريد ثاني يوم أطلّع عليك مظاهرات وماتشوف الا اللي تشوفه !!! ، فليس كل المظاهرات مظاهرات وليست كل الوسائل صحيحة وليست كل المطالب مشروعة . والحليم تكفيه الاشارة .

(Visited 42 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *