المقاطعة والخطاب الطائفي / علاء الخطيب

علاء الخطيب

عاملان مهمان ساعدا على ارتفاع نسبة التصويت في الانتخابات العراقية التي جرت الثلاثاء الماضي، المقاطعة ، لم يستجب لها سوى اتباع التيار الصدري ، بينما أستفزت في الجانب الاخر الكثير من   غير المكترثين سابقاً ، ساعد على ذلك  الخطاب الطائفي الذي كان عالياً من بعض الأطراف ، الذين اطلقوا   مصطلحات ، كان لها وقعها في الذاكرة الشعبية .

تصور البعض ان الخطاب الطائفي سيجلب له المزيد من الاصوات، وسيحرك مشاعر العراقيين ، وهو لا يدري ان  العراقيين قد تجاوزوا مربع الطائفية ، وان أجيالاً جديدة لم تشهد الحقبة الطائفية البغيضة في أعوام 2006-2007 .

لقد غاب عن إذهاب بعض السياسيين ان مواليد 2007  قد حقولهم الانتخاب في هذه الدورة ، وهؤلاء  لا يعرفون شيئاً عن مرحلة ولت وانتهت ، لذا انعكس خطابهم الطائفي بالضد وخلق حالة من الحماس لدى الشباب ، للمشاركة في الانتخابات .

اما اصحاب دعوات المقاطعة ، لم يضعوا في حساباتهم ان الدولة ترسخت وانتقلت من مرحلة الضعف إلى مرحلة بداية القوة ، واصبح للشباب تطلعاتهم وخططهم المستقبلية .

ان اجيال “الألفينات”  مختلف تماماً عن الاجيال السابقة ، فهذا  الجيل شهد انتصارات الدولة ونموها ، شهد  تسابق الشباب لحماية وطنه عند دخول داعش، واستشهادهم من اجل الارض والمقدسات، وشهد هبة العراقيين بكل طوائفهم  وأديانهم للوقوف خلف الجيش والحشد والقوات الامنية، كما شهد الاعمار والنمو ، والانتقال من حال إلى حال .

وشهد الرخاء الاقتصادي  وبعض المنجزات التي تجعل وطنهم في طور التنمية والتطور .

لقد رأت  الاجيال الجديدة ما دار ويدور في واقعهم الاقليمي، سافروا وشاهدوا  وتطلعوا ، و رأوا ان الاستقرار هو السبيل الانجع للبلد ، وأن لا سبيل للتغيير إلا من خلال صناديق الاقتراع .

لقد اخطأ البعض في تقديراته ، ولم يستطع قراءة الواقع العراقي  بشكل صحيح ، وتصور ان الحال يبقى على ماهو عليه ، لكن حركة الزمن سريعة والمتغيرات كبيرة .

لقد تجاوز الشباب مرحلة  التكلس السياسي وعبروا باحلامهم نحو وطن يمكن ان ينمو ويتطور ويتغير  بالحوار  والتواصل لا بالتقاطع


مشاركة المقال :