دور التعليم في إعادة بناء العراق وتعزيز التنمية المستدامة

دور التعليم في إعادة بناء العراق وتعزيز التنمية المستدامة

 

د. ليث شبر

لو كان التعليم ناجحا في العراق لرأيت كل العراقيين اليوم يتكلمون الانجليزية بطلاقة لأننا ندرسها أكثر من عشرة سنوات في الابتدائية والمتوسطة والإعدادية والكلية بل وفي الدراسات العليا..بل أكثر من ذلك فأنت تلاحظ بوضوح ضعف المستوى للغالبية من خريجي اللغة الإنكليزية في كليات التربية والآداب واللغات .. هذا مثال واحد وهناك عشرات الأمثله على ضعف المستوى التعليمي في العراق.

التعليم هو حجر الزاوية في بناء الأمم وتحقيق التنمية المستدامة. وهو الركن الأساسي في نهضة الدول والشعوب .. وفي العراق، أصبح من الضروري التركيز على تطوير منظومة التعليم كوسيلة لإعادة بناء البلاد ومواجهة التحديات العديدة التي تواجهها. نعم يواجه النظام التعليمي في العراق عدة صعوبات، منها نقص التمويل، تدهور البنية التحتية، التحديات الأمنية، والمشاكل الإدارية. ورغم ذلك، توجد فرصة حقيقية لتحسين التعليم وجعله محورًا أساسيًا في تحقيق التنمية.

التحديات التي تواجه التعليم في العراق

بلا أدنى شك يعاني العراق من نقص حاد في التمويل المخصص للتعليم، فموازنة التعليم تذهب بمجملها إلى الرواتب وهي بالأساس موازنات ضعيفة مما ينعكس سلبًا على جودة التعليم والبنية التحتية التعليمية. فالمدارس تعاني من نقص في الموارد التعليمية والمرافق الأساسية، كما أن العديد من المدارس تفتقر إلى الكوادر التعليمية المؤهلة.
أسهمت التحديات الأمنية المستمرة أيضًا في تعطيل العملية التعليمية، خاصة في المناطق التي تشهد نزاعات.
لكن أكبر تحد يواجهنا هو العقلية المقولبة التي تسيطر على المنظومة التعليمية في البلاد..وكأنما أنت لديك جهاز نوكيا القديم وتريده أن يعمل بإمكانات سامسونج الحديث..

دور التعليم في التنمية المستدامة

التعليم يلعب دورًا حيويًا في التنمية المستدامة من خلال تمكين الأفراد وتزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة للمساهمة في بناء المجتمع. يمكن للتعليم أن يسهم في تحقيق التغيير الاجتماعي والاقتصادي من خلال تعزيز القيم الإنسانية، دعم الابتكار والإبداع، وتطوير المهارات اللازمة لسوق العمل.

الإصلاحات المطلوبة لتحسين التعليم
1. تحديث البنية التحتية التعليمية: يجب الاستثمار في بناء وترميم المدارس وتوفير المرافق الأساسية مثل المختبرات والمكتبات والأدوات التعليمية الحديثة.

2. تدريب المعلمين: يجب توفير برامج تدريب مستمرة للمعلمين لتحسين مهاراتهم وتزويدهم بأحدث أساليب التعليم والتدريس.

3. تحديث المناهج الدراسية: ينبغي تحديث المناهج الدراسية لتكون متوافقة مع التطورات العالمية وتلبي احتياجات السوق المحلية.

4. تعزيز التعليم الفني والمهني: يجب التركيز على التعليم الفني والمهني كوسيلة لتزويد الشباب بالمهارات اللازمة لسوق العمل وتعزيز فرص التشغيل.

وجهة نظر التيار الوطني العراقي

من منظور التيار الوطني العراقي، يعتبر تحديث منظومة التعليم والتربية بكاملها أمرًا ضروريًا لضمان تحقيق مستقبل مستدام للبلاد. ونحن نركز في التيار الوطني على أهمية تنمية القدرات الفكرية لدى المتعلم، مما يعني تقديم تعليم يعزز التفكير النقدي، والتحليل، وحل المشكلات. يجب أن يكون التعليم وسيلة لتعزيز قدرة الطلاب على الابتكار والإبداع.

كما يشدد التيار الوطني على أن السياسة التعليمية يجب أن تعتمد على حاجة الدولة الفعلية، مما يعني ضرورة ربط التعليم بفرص العمل المتاحة في السوق المحلي. ومن هنا يجب أن تكون هناك استراتيجية واضحة تربط بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل لضمان أن يحصل الخريجون على فرص عمل تتناسب مع تخصصاتهم ومهاراتهم.

إن إصلاح منظومة التعليم في العراق يتطلب جهدًا متكاملاً من جميع الأطراف المعنية. من خلال الاستثمار في البنية التحتية، تحديث المناهج الدراسية، توفير التدريب المستمر للمعلمين، وتعزيز التعليم الفني والمهني، يمكن للعراق أن يبني نظامًا تعليميًا قادرًا على تحقيق التنمية المستدامة.
ويجب أن يكون التعليم أداة لتطوير المجتمع وتمكين الأفراد، وذلك من خلال التركيز على تنمية القدرات الفكرية وربط التعليم بفرص العمل المتاحة.

(Visited 17 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *