حاوره – صبـــــاح الخزعلي
فنان عراقي مميز في عمله مواضب في نتاجاته مزج بين التشكيل والمسرح ينتقي اعماله بحرص شارك في العديد من المهرجانات المحلية والخارجية صاحب مدرسة فنية مستقلة عشق التجريب الممزوج بالمغامرة المدروسة والمقدمة تطول عن الفنان المستشكيل عماد نافع الذي حل ضيفا على الـ(المستقل)وبادرناه بالسؤال عن البدايات واول عمل ومن هو عماد نافع ؟ فاجاب عماد نافع رأى النور أول مرة في بغداد – الوزيرية -ومنذ الولادة كان عاشقا للجمال , وأميل الى الأنزيحات الغير تقيلدية , الالوان هي أول من أقتحم حياتي منذ وقت مبكر, الولادة الفنية كانت لها مرجعيات داخلية، فكانت البداية تشكيلية، حين حولت جدران شعبتي في مدرسة الواقدي الابتدائية إلى لوحات تشكيلية بقلم الرصاص، ولعل صورة الفنان الراحل عبد الحليم حافظ هي الابرز لما له من شعبية واسعة انذاك، أما أول لوحة تشكيلية رسمية اشتركت بها في المعرض التشكيلي المدرسي السنوي الذي كان يقام في قاعة النشاط المدرسي في الباب
الفنان التشكيلي عماد نافع لـ(المستقل)على وزارة الثقافة ودائرة الفنون التشكيلية احتضان المعارض التشكيلية الشخصية للرواد و الشباب وتقديم الدعم المعنوي والمادي لهم
المعظم، وكنت طالباً في الصف الاول المتوسط، وكان موضوع اللوحة هو ” العامل ” بعدها بدأت موهبتي تتضح أكثر في الرسم، واتسعت مشاركاتي في المعارض التشكيلية المشتركة حتى وصلت المرحلة الاعدادية،وهذا الحس الجمالي العالي الذي ولد معي وسكن روحي جعل نظرتي للمشهد المرئي في الحياة اليومية لم تكن تقليدية قط، بل احال المشهد إلى خطوط والوان وبدأت تتناسل في فكري المواضيع لتصير صور تشكيلية سواء كانت هذه المشاهد في الشارع او الأسواق الشعبية أو في الاماكن الضاجة بالفلكلور والموروثات .وحين كبرت , وكبرت احلامي الانسانية , عمدت الى تخدير وجع المريض لاحصل على شهادة في التخدير , وجعلت الفرشاة تكحل عين المتلقي بتكوينات لونية وفضاءات مسرحية , احتاجت الى دراسة اكاديمية فدرست الفنون لاحصل شهادة في الاخراج المسرحي خدمة للوحة التشكيلية , وهكذا سارت رحلتي الفنية حتى وصلت ماانا عليه اليوم , والحمدالله .
من كان له الفضل في وصولك للنجومية؟ أعتقد انه جهدي ومثابرتي وموهبتي هي التي أوصلتني للمستوى الذي وصلت أليه اليوم , وأعتقد انا مازلت وسط الطريق وامامي الكثير لاقدمه ,انا أعشق التجريب الممزوج بالمغامرة المدروسة ,نعم تنبأ لي مدرس الفنية في المرحلة الاعدادية ان أصل الى النجومية يوما , ولكن مايهمني هو ان أقدم مادة جمالية تقوض من مساحات القبح التي تطوقنا من كل مكان
أي الفنون اقرب إليك ؟لااستطيع القول اني أفضل التشكيل على المسرح او العكس , ولاحتى الشعر , لأن منبعهم واحد ورسالتهم واحدة وان اختلفت وسيلة التوصيل الى المتلقي , فانا اعشق التشكيل لأنه يفتح لي فضاءات مسرحية لامتناهية بالتزاوج مع المفردة او النص الشعري . جميل ان يعرف الفنان حدود أمكانيته ويعمل عليها حتى لايتشظى , ولكن اذا وجد نفسه في كل هذه الفنون بنفس القدرة , واضافت له هذه ألمزاوجة او التجربة شيئا جديدا , فذلك هو الابداع .
؟ماهي قصة المستشكيل؟هي ليست قصة , بل هي مدرسة فنية مستقلة , تتم فيها المزاوجة بين التشكيل والمسرح بنسب محددة حسب نوع الموضوع المطروح , وتحافظ على وحدة موضوعها , وتوحد نظرة المتلقي سواء كان تشكيليا او مسرحيا , في تجربة واحدة وليست تجربتين , كما حصل في تجربة الفضاء السابع عام ” 2000″ أي قبل 25 سنة , هذا التجربة العالمية التي عرضت في قاعة افق للفنون التشكيلية , وشاركت في المهرجان العربي للمسرح , عام 2001 , ووثق هذه التجربة اعلام التشكيل والمسرح عراقيا وعربيا وعالميا .
اخر أعمالك التشكيلية ؟ أعد نفسي لمعرض تشكيلي كبير يضم اعمالا تشكيلية وأخرى ممسرحة ” مستشكيل ” في قاعة ” كولبنكيان ” في بغداد , ويحمل المعرض عنوان ” انسان للنسيان ! ” , وفيه لوحة كبيرة تحمل ذات العنوان , ومن ضمن الاعمال الجديدة لوحة ” للدم عيون لاتنام ” , كما واستعد لاخراج عمل مسرحي يحمل عنوان ” مراثي الفرح ” تأليفي واخراجي , وتمثيل النجمة التونسية ” ضحى حاجم ” , سيقدم في تونس ضمن ملتقى نابل التشكيلي الثاني , في شهرين كانون الأول , وحاليا اكتب نص مونودراما ” القبر الاخير ” ليجسدها النجم المتألق محمد هاشم . هذه بعضا من مشاريعي القريبة التنفيذ .
ابرز أعمالك ؟ على الصعيد ألتشكيلي اغلب اعمالي مهمة وتوثقت عالميا , وتعني لي الشيء الكثير , ومنها على سبيل المثال :” لوحة العبارة , ورحيل الذات , الساعة الثلاثون , نظرة أخرى للموت …وغيرها ” , اما على الصعيد المسرحي تبقى تجربة ” الفضاء السابع ” و تجربة ” فجر سوريالي ” وموندراما ” بقعة النور ” من أهم أعمالي المسرحية .
ابرز وأهم مشاركاتك ؟ المشاركات المحلية والخارجية كثيرة جدا على مدى أكثر من ثلاثة عقود من ألزمن , ولكل مشاركة لها نكهتها الخاصة , واعتقد ان أغلب هذه المشاركات تركت فيها بصمة جيدة وحضور مميز , بشهادة الجمهور وادارة المهرجانات .
طموحك المستقبلي؟هو ليس طموح شخصي , بقدر ما هو طموح عام و أمنية ان تتحقق ليكون الفنان العراقي هو في مقدمة المبتكرين لمدارس فنية حداثية , او تتجاوز مابعد الحداثة , لاسيما على صعيد التشكيل .
بمن تأثرت؟انا لم اتأثر بفنان محدد , وأتبع خطاه , ولكن اعجبت في بداية حياتي الفنية بالعبقري ” بابلو بيكاسو ” لانه احدث ثورة فنية , وحطم القيود التقليدية ,هذا على صعيد التشكيل , أما مسرحيا , فاعتقد اني معجب جدا بأسلوب معلمي واستاذي د . صلاح القصب .مؤسس مسرح الصورة , وهو من اقترح علي ان ادرس الاخراج المسرحي خدمة للوحة التشكيلية عندي , مادمت اخطط لاسلوب فني جديد اسمه ” مستشكيل ” .
موقف طريف مررت به؟كثيرة هي المواقف الطريفة في رحلتي الفنية , واذكر منها في معرضي التشكيلي الثالث ” حمى فوق 40 م ” الذي اقيم في المملكة الاردنية الهاشمية – اربد , وتحديدا في جامعة اليرموك , سقطت لوحة كبيرة ” صراع جثة ” على الارض وتضررت قبل الافتتاح بدقائق , فطلبت الواني والفرشاة وصرت ارسم مباشرة وحولي بعض الجمهور الحاضر الى المعرض , في مشهد طريف جدا , وأكملتها , وعلقتها على جدار القاعة قبل دقيقة واحدة من دخول المسؤول والضيوف . وكانت من اللوحات المهمة والمثيرة للجدل
هل شاركت بمهرجانات خارجيه او داخلية ؟نعم كثيرة جدا هذه المهرجانات التشكيلية او المسرحية داخل وخارج العراق , وحصدت الكثير من الجوائز فيها , والحمدالله .
اي المحطات تجدها الاهم في مسيرتك الفنية ؟ المحطات الفنية والثقافية كثيرة , وألاعمال التي تركت بصمة في ذاكرة المتلقي ايضا كثيرة , نعم ألمحطات ألمفصلية خلال مسيرتي الفنية هي تمردي على السائد والتقليدي على صعيد الكتابة او الرسم ومن ثم المسرح، لهذا جاءت تجربتي الأولى مع القصيدة التشكيلية أو البصرية في مجموعتي الشعرية
” حمى فوق 40 م ” والتي قدم لها الشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد وامبراطورة الشعر العراقي امال الزهاوي كانطلاقة أولى مهمة للتحليق العال في فضاءات التجريب.
وبدأ يأخذ مساحات اوسع واشمل , سواء داخل اللوحة التشكيلية او خارجها لذا جاءت تجربة المستشكيل العالمية التي أكد ريادتها أعلام التشكيل والمسرح العراقي والعالمي وفي المقدمة منهم التشكيلي الرائد نوري الراوي , والفيلسوف والمنظر العالمي شاكر حسن ال سعيد والناقد العالمي عز الدين نجيب , والمسرحي الكبير د. ميمون الخالدي والمخرج العالمي د.صلاح القصب ، اسماء اخرى كثير، توثقت هذه الكتابات في كتاب مهم يحمل عنوان ” المستشكيل ” ومن المحطات المهمة في حياتي الفنية قد فزت بجائزة البوستر السياسي من اليابان، وأفضل لوحة اسلامية من ” الباكستان ” وتوثيق لوحة ” العبارة ” حادثة غرق العبارة في نينوى في المنتدى الثقافي الامريكي وحصول لوحة ” رحيل الذات ” على لقب ” لوحة عالمية متحركة ” وكتب عنها دراسات عربية وانكليزية وفرنسية، كذلك لوحة “الساعة الثلاثون ” التي عدت أول عمل تشكيلي يقارن برواية عالمية وهي ” الساعة الخامسة والعشرون للكاتب الروماني قسطنطين فيرجيل جورجــــيو, واللوحة الصادمة ” سبايكر” .”
اما مسرحية ” بقعة النور ” – مونودراما بقعة النور التي اثارت جدلاً كبيراً عند عرضها على خشبة المسرح الوطني لموضوعها اللافت ومشاكساتها الكبيرة، نصاً واخراجاً، حتى قال عنها مدير عام دائرة السينما والمسرح د. نوفل ابو رغيف : عمل يشرف تاريخ المسرح العراقي ” وتجاربي الـ ” 10 ” في مسرح الشارع أو الرصيف التي تركت بصمة مهمة في هذا النمط من الأعمال المسرحية، على الصعيد الصحفي كنت صحيفتي ” البينة ” هي أول صحيفة عراقية بعد التغيير عام 2003وحققت نجاحا لافتاً محلياً وعربياً وعلى صعيد الجانب السياسي، فأنا أول فنان عراقي يرفض منصب ” وزير الثقافة ” في دورة رئيس الوزراء د. عادل عبد المهدي .
ولاانسى محطة اربد الأردنية التي شهدت أهم تجاربي التشكيلية، وقربتني كثيرا من العالمية، وتوالت التجارب التشكيلية والمسرحية المهمة، داخل وخارج العراق والتحضير الى معرض كتلونيا الاسبانية، مروراً بالصف المسرحي التخصصي الذي أسسته كتجربة أولى محلياً وعربيا وتخرج منه مجموعة رائعة من الشباب الواعد مسرحياً، والمحطات المميزة تطول وتطول، ومن المحطات المهمة التي ستبقى طويلا في ذاكرتي ، هي محطة ” جربة ” التونسية هذه الجزيرة الحالمة ابدأ وصفها بالجمال والابداع وهي قبلة المبدعين من كل حدب وصوب وأجمل مافيها سكانها العاشقين للتجارب الحداثية الغير مألوفة وللحب والابداع والجمال.كلمة اخيرة ؟ كلمتي اوجهها للقائمين على دائرة الفنون التشكيلية اولا , الفنان التشكيلي ليس موضفا وبعضهم لايملك حتى راتب تقاعدي , وعليه لابد ان تحتضن وزارة الثقافة ودائرة الفنون التشكيلية المعارض التشكيلية الشخصية سواء للرواد او الشباب وتقدم لهم دعما معنويا وماديا , من خلال اقتناء ثلاثة أعمال مهمة من كل معرض ,وباسعار مقبولة , وبثمنها يستطيع الفنان أن يسدد بعضا من مصاريف معرضه , كذلك متابعة المهرجانات التشكيلية التي تقدم أعمالا ضعيفة جدا وتمثل العراق بالخارج , لان فيها اساءة للوحة التشكيلية العراقية .
