علي العامر
حين يتحدث الدكتور عدنان لفته، أحد أعمدة الصحافة العراقية وميزانها المهني، تصمت الضوضاء ويعلو صوت المهنية. تدريسي في قسم الإعلام بالجامعة المستنصرية، ومسؤول اختبارات الكفاءة المهنية في نقابة الصحفيين، يطلّ عبر المستقل ليضع النقاط على الحروف في قضايا الإعلام الرياضي والمشهد الكروي العراقي. حديثه ليس مجرد كلمات، بل رؤية نقدية عميقة ورسالة وطنية تؤكد أن المنتخب العراقي يستحق الثقة والدعم، وأن الإعلام الرياضي بحاجة إلى عمق وتحليل يتجاوز ضجيج المنصات.
أكد الدكتور عدنان لفته أن أبرز التحديات التي تواجه الصحافة العراقية اليوم تكمن في غياب الصدق والدقة، وسط بيئة يطغى عليها البحث عن الشهرة على حساب المهنية والكفاءة. وأوضح أن الإعلام الرياضي في العراق ليس بمستوى الطموحات، لأنه تأثر بالصخب في منصات التواصل الاجتماعي، بينما الإعلامي الحقيقي هو من يطور نفسه باستمرار ويجعل التحليل العميق والرؤية الثاقبة أساس عمله.
وفي حديثه عن الفضاء الرقمي، أشار إلى أن المواجهة مع الحسابات الوهمية والمنصات المنفلتة صعبة، لأنها غير محكومة بالقانون ولا بالمهنية، لكن يبقى صوت الإعلاميين المهنيين هو الأقوى في صراع الحق والباطل الذي بدأ منذ الخليقة.
وعن المنتخب الوطني، شدد لفته على أن مواجهة الإمارات مصيرية، الفوز فيها يبقي العراق في الملحق العالمي، والخسارة تعني الغياب عن مونديال 2026. وأكد أن حظوظ المنتخب قوية، وأن التفاؤل قائم بفضل عزيمة اللاعبين وتوفيق المدرب، لكنه أشار إلى أن المنتخب بحاجة إلى لاعب قيادي مؤثر يقدم أفضل ما عنده للوطن، لا أن يكتفي بالتألق في ناديه.
أما عن الدوري المحلي، فقد وصفه بأنه يتطور من موسم إلى آخر، وأن المنافسة اتسعت بشكل ملحوظ، لكنه أبدى أسفه لغياب اللاعبين المؤثرين والمميزين، متمنياً أن تُمنح الفرصة للشباب لولادة مواهب جديدة تعزز قوة المنتخبات والأندية على المدى البعيد.
وفي ما يخص الألعاب الأخرى، أوضح أن ضعف البنى التحتية وغياب المشاريع الاتحادية جعلها خارج المشهد، مؤكداً أن الحل يبدأ من الرياضة المدرسية وخطة وطنية تعيد الاعتبار لهذه الألعاب، مع دعم المدربين والاتحادات الفاعلة.
وتحدث لفته عن اختبارات نقابة الصحفيين الأخيرة، مؤكداً أن النقابة تبحث عن النوع لا الكم، وأنها جادة في دعم الإعلاميين الشباب وتمييز المهني الحقيقي عن الباحث عن شهادة بلا مضمون، مشيراً إلى أن النقابة منفتحة على كل المدن العراقية لتمنح الفرص وتعيد من يتعثر مرة أخرى.
ختاماً
عدنان لفته، وهو يوجّه رسائله بوضوح، يذكّرنا أن الإعلام الرياضي ليس مجرد نقل للأحداث، بل مسؤولية وطنية. المنتخب الوطني، كما يؤكد، يستحق الثقة والدعم، لأنه مرآة العراق أمام العالم. وبين ضجيج المنصات وصخب الإعلام، يبقى صوت المهنية هو الأمل، ويبقى الحلم أن نرى لاعبًا قياديًا يقود المنتخب بروح الفوز، ليكتب للعراق صفحة جديدة في المونديال.
