منْ الفاسد …… ؟؟؟؟ أفتونا يرحمكم الذي لا يرحم

كتب المحرر السياسي للمستقل

  تكرر مصطلح  ” الفاسدين” في خطابات الزعماء الانتخابية ، دون تشخيص جهة الفساد او ذوات الفاسدين ، العراقيون يتهمون السياسيين بالفساد ، نتيجة الثقة المهزوزة بين الطرفين يا ترى منْ  يتهم السياسيون ؟  ، ولعلنا لو أجرينا استطلاع عام في الشارع العراقي وطرحنا هذا السؤال ” من الفاسد ؟ ”

لأجابك اكثر من 90%  منهم   بكلمة واحدة “السياسيون ” .

ماذا لو طرحنا هذا السؤال على السياسيين انفسهم ماذا نتوقع ان يكون الجواب؟

سيما وهم يكررون هذا المصطلح دوماً، وهل سنجد  سياسياً شجاعاً  وجريئاً  يؤشر على الفاسدين وجهاتهم ؟ أم سيكون الجواب عمومياً  مبهماً .

   

السيد عمار الحكيم زعيم تيار الحكمة  في خطابه الأخير يقول : ” لن نقبل أن يبقى العراق رهينةللفاسدين والفاشلين وسارقي المال العام”

والسؤال من هم يا سيد عمار ، ما هي صفاتهم وماهي كتلهم  وأحزابهم ،  ومن يحميهم ويمولهم ، من يوصلهم لمصدر القرار  ؟

رئيس الوزراء السوداني في خطابه الانتخابي يكررها ثلاثاً لا تسمحوا لهم لا تسمحوا   لأصحاب الأزمات والكذب والفاسدين ان يدمروا مستقبلكم.

السؤال منْ منهم يا دولة الرئيس؟؟  ، صارحوا شعبكم باسمائهم وأشروا عليهم كي يكون العراقيون على بينة من امرهم ، ولكي لا يخدعوا ، هل تطبقون القاعدة البلاغية التي تقول (الكناية أبلغ من التصريح )، أم ان الخوف على العملية السياسية كما تدعون ؟ هم من يمنعكم عن التصريح .

السيد مقتدى الصدر  زعيم “التيار الوطني الشيعي” يصدر بياناً ويوقعه بالدم يستشهد بالآية القرانية الكريمة ” ربي بما أنعمت عليَّ فلن اكون ظهيراً للمجرمين ” ويتكرر السؤال  منْ هم المجرمون  يا سماحة السيد ماهي اشكالهم ومواقعهم ، لماذا هذه المعميات والأحجيات ؟

اتباع السيد مقتدى الصدر يقولون هذا البيان للحفاظ على ما تبقى من العراق !!!!

لكن العراق وباعترافكم باقٍ بايدي الفاسدين ، ما دمتم خارج العملية السياسية وتريدون الإصلاح عن بُعد .

اذاً شخِّصوا لنا الفاسدين كي ننبذهم ونخرجهم من بيننا ، لا يجوز ان يبقى الأمر هلامياً وكأنه لغز .

محمد الحلبوسي زعيم حزب تقدم في خطاب سابق يقول :  يجب تمكين المخلصين القادرين، والأخذبيدهم لضرب الفاسدين والمجرمين.

ونعيد الكرة مرة أخرى منْ هم الفاسدين ياريس  ، ومن هم المخلصين ؟

هل ” كل حزبٍ بما لديهم فرحون ”

  قبل أيام خميس الخنجر في تجمع انتخابي قال :  ” لا تعطوا أصواتكم للفاسدين ” وفي خطاب آخر يقول : ” سنبني الدولة رغماً عن الفاسدين “

يا شيخ خميس  هل من يريد بناء الدولة يطلق تصريحات طائفية وهل من يريد الدولة يدعم الخارجين عن القانون  ؟ ويسخر ادواته الاعلامية لضرب الدولة .

  الجميع يكرر مصطلح الفاسدين !!!!

وكأن الدولة يقودها الجن او كائنات فضائية ، الدولة يا سادة ياكرام بايديكم. وانتم   أصحاب القرار وأحزابكم هي التي تعيث فساداً وانتم حماتهم .

من يدير الدولة هو من يحاسب وهو من يأمر لا ان يطلب .

انتم تطالبون باقصاء الفاسدين ، وقطع أيديهم عن العبث بالدولة ومقدراتها، هل تعرفون من هم ؟ ، أم أنكم تطلقون شعارات التخدير فقط ، كما  يقال ” ذر الرماد في العيون “.

الشعب المسكين لا يقرر وليس له القدرة على محاربة الفاسدين والسبب معروف، لانه لا يمتلك النفوذ والمال والسلطة  .

حتى في الانتخابات الشعب لا يقرر ولا ينتخب ، وكل مايدور  على المسرح هو ممثلون يؤدون ادوارهم ، ويحفظون حواراتهم  .

الشعب يطالب بانهاء الفساد وانتم تطالبون كذلك بانهاء الفساد  ، فمنْ الفاسد يا ترى ؟

الفاسد معروف وواضح ، ولا يحتاج إلى هذه الزوبعة  وهذه الشعارات والخطابات الرنانه ولا للمهرجانات الشعبية المدفوعة الثمن  .

نظرة واحدة للشوارع وكمية النفايات المنتشرة في الشوارع تدلك على الفساد والفاسدين ، نظرة واحدة إلى المستشفيات والمدارس  الحكومية  تدلك على الفساد والفاسدين ، نظرة واحدة للشوارع في جنوب العراق تأخذ بيدك إلى حيث تريد .

نظرة واحدة إلى  تزاحم لوحات الاطباء والصيدليات  في الشوارع  تدلك على كثرة المرضى وانتشار المرض .

نظرة واحدة لفوضى المرور وكثرة السيارات وعدم وجود قانون ينظم حركة السير او  قانون للتأمين   يؤشر إلى الفساد ، جفاف دجلة والفرات دليل واضح على الفساد والفاسدين ، ارتفاع اسعار العقارات دون وجود قانون ينظم العملية يدلك على الفساد، ارتفاع اسعار الفائدة في البنوك تدلك على الفساد ، ارتفاع منسوب الطبقية تؤشر على الفساد  هذه أمثلة ، وهناك الكثير الكثير  الكثير ….

ورحم الله ابو الأسود الدوؤلي :

يا أيها الرجل المعلم غيره

هلا لنفسك كان ذا  التعليم

والبقية لكم ، رحمكم الله .


مشاركة المقال :