حارث أحمد جابر
لم يعد الطريق إلى مونديال 2026 مفروشاً بالأمل بل بات محفوفاً بالعقبات الفنية واللوجستية التي تثقل كاهل المنتخب العراقي وتضعه في زاوية ضيقة من الخيارات المدرب غراهام أرنولد يواجه تحديات صعبة وحقيقية بعضها يتعلق بالوقت وبعضها الآخر يرتبط بجاهزية اللاعبين وظروف المنافسة.
ففي حال تجاوز منتخبنا عقبة الإمارات خلال مواجهتي الشهر المقبل سيصطدم أرنولد بمشكلة غياب التوقفات الدولية قبل موعد الملحق ما يعني عملياً انعدام فرص خوض مباريات تجريبية لرفع التصنيف الدولي فضلاً عن صعوبة جمع المحترفين في معسكرات إعداد متكاملة.
في ظل هذه الضغوطات تبرز بطولة العرب المقررة مطلع كانون الأول المقبل كفرصة وحيدة أمام الجهاز الفني لتجميع اللاعبين المحليين وبعض المحترفين الناشطين في الدوريات الأوروبية ورغم أهميتها تبقى هذه البطولة مجرد محطة تكتيكية محدودة لا تكفي وحدها لتأمين الجاهزية المطلوبة لمواجهة خصوم محتملين من قارات مختلفة.
أما على صعيد التصنيف الدولي فيحتل العراق المركز 58 عالمياً وهو مركز متوسط يمنحه فرصة لتفادي مواجهة منتخبات إفريقية قوية وقد يضعه أمام خصوم أقل تصنيفاً من قارات أخرى ما يجعل تحسين التصنيف أولوية قبل دخول الملحق.
أما فيما يخص المناخ فتشير التقارير إلى أن مباريات الملحق ستقام في مناطق مرتفعة داخل المكسيك ما قد يؤثر على الأداء البدني للاعبين بسبب انخفاض نسبة الأوكسجين ويستدعي تحضيراً خاصاً للتكيف مع هذه الظروف.
ورغم هذه التحديات، أكد المدرب غراهام أرنولد بعد نهاية مباراة العراق والسعودية أن الفرصة لا تزال قائمة وسنعمل من الآن عليها في إشارة واضحة إلى أن الجهاز الفني يدرك صعوبة المرحلة لكنه متمسك بالأمل والعمل المبكر
كما شدد الاتحاد العراقي لكرة القدم على لسان رئيسه عدنان درجال أن المنتخب سيقاتل حتى الرمق الأخير لضمان التأهل إلى مونديال أمريكا مؤكداً أن الروح القتالية ستظل حاضرة مهما اشتدت الظروف.
المحصلة النهائية منتخبنا الوطني يواجه تحديات كبيرة تتطلب تخطيطاً دقيقاً واستجابة سريعة من اتحاد الكرة لأن أي تأخير أو ارتباك في التحضير قد يجعلنا نواجه الملحق بلا أمل.
ويبقى السؤال بعد أن وضعنا أنفسنا في عنق الزجاجة هل العراق قادر على بلوغ المونديال
