حارث أحمد جابر
تبقى كرة القدم هي اللعبة الجماهيرية الأولى يمارسها الجميع فهي لعبة الفقراء لا تتطلب تجهيزات مكلفة عكس بقية الألعاب الأخرى ومنها كرة السلة التي تحتاج إلى قاعة مجهزة بسلة نظامية وأرضية نموذجية ومتطلبات يصعب توفيرها في الأحياء السكنية والمناطق الشعبية
اليوم أتحدث عن كرة السلة هذه اللعبة العريقة التي تأسس اتحادها العراقي عام 1948 حيث شهد ذلك العام ولادة أول فريق سلوي عراقي وكانت بداياتها في المدارس
برز في هذه اللعبة نخبة مهمة من لاعبي الزمن الجميل وشاركنا في بطولات عربية ودولية وحققنا نتائج جيدة لكن التراجع بدأ في مطلع الثمانينيات بسبب ظروف البلد وسياسات الحروب العبثية التي أثرت على الرياضة العراقية عموماً وعلى السلة بشكل خاص
لقد تراجعت هذه اللعبة التي تعد الثانية جماهيرياً في العراق بشكل مخيف رغم المحاولات الخجولة التي قادتها قيادات السلة للعودة إلى أيام التألق إلا أنها لم ترق إلى مستوى التحدي المطلوب
إن كرة السلة العراقية يجب أن تلاقي اهتماماً حكومياً استثنائياً شأنها شأن كرة القدم التي نالت حصة الأسد من الدعم من أجل تطويرها وتحفيز الشباب العراقي على ممارستها خاصة في المدارس عبر توفير الملاعب وتهيئة البيئة المناسبة لضمان استمراريتها وتطورها
أتفق تماماً مع خبراء اللعبة بأن الأجيال الحديثة لا تعرف شيئاً عن كرة السلة وقوانينها وهو ما يعكس ضعف الدور التربوي في المدارس
كما أؤيد ضرورة توسيع قاعدة اللعبة من خلال وزارة التربية التي يقع على عاتقها الاهتمام بهذه الرياضة وتوفير الكرات والمستلزمات بالتنسيق مع اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية لضمان إعادة ممارستها بشكل واسع في المدارس
لذلك أدعو اتحاد كرة السلة العراقي إلى مراجعة خططه والانفتاح على الأندية والمدارس
كما أهيب بالإخوة المختصين إلى المساهمة في تطوير اللعبة من خلال الدعم المادي والمعنوي بالشكل الذي يضمن استمرارية هذا النشاط المهم لشباب العراق
