هل نامت الشمس حقاً ؟ نهلة الدراجي

نهله الدراجي

تعثّرت أشعة الشمس، وتساءل الوطن أين هي؟ هل نامت الشمس حقًا، أم أن البلاد هي من أغمضت عينيها عن النور؟
العتمة لم تعُد مجازًا، بل أصبحت نظامًا. نظامٌ لا يرحم لا يشفق لا يسمعنا وهو يرتدّ إلينا من جدران باردة.
أتساءل ككل صباح لماذا صار الحلم مستحيلاً؟ والهواء الذي نتنفسه مثقلاً بالخوف، والخبز الذي نأكله مشوبًا بالذل، والصمت أكثر حكمة من الكلام؟

تمشي الناس في الشوارع بوجوهٍ شاحبة يحملون على أكتافهم أثقالًا لا تُرى، الحياة كما المحكوم بالإعدام في آخر أنفاسه، تمر بهدوءٍ يائس وبكثيرٍ من القهر.
لكن السؤال الذي لا يفارقنا،
إلى متى ونحن نعيش الخيبات لم نعد نحلم إلا بالحد الأدنى من الحياة. مجرد حياة… أن نستيقظ دون خوف أن نأكل دون حساب أن نمرض دون أن نموت على أبواب المستشفيات التي لاتوجد فيها ابسط الخدمات أن نحب دون أن نخشى الفقر، أن نخطط لمستقبل لا يبتلعه الغياب..
سرقوا خيرات بلادنا احلام شبابنا، ضحكات نسائنا، وأمان أطفالنا.
متى نحلم دون أن نخاف، ونُحب دون أن نُتهم ؟
أتركونا نحيا… فقط نحيا. هذا كل ما نطلبه، فهل هذا كثير؟
نعم، راحت على الشمس نومة… وأخشى أنها لن تصحو قريباً.

 


مشاركة المقال :