صراع المنصب : السياسة تدخل الملعب

كتب المحرر الرياضي للمستقل

الصراع على كرسي رئاسة اتحاد الكرة العراقي يزداد تعقيداً كل يوم. شكاوى، خصومات، عناد، وتحديات مفتوحة بين المرشحين، فيما الحسم يبدو بعيداً عن أي توافق قريب. محمد الحلبوسي رفض لقاء عدنان درجال، بينما تواصل شخصيات سياسية وازنة تحريك أوراقها في الكواليس.

شعار درجال واضح: التأجيل ثم التأجيل. للمقربين جداً قالها صراحة: “أراهن على تأجيل الانتخابات لما بعد الملحق… إذا تأهل المنتخب، سيكون الكرسي من حصتي. وإذا لم نتأهل، هناك الخطة (ب) وهي دخول الانتخابات البرلمانية.”

حتى لحظة كتابة هذا التقرير، تقديرات الأصوات تمنحه سقفاً لا يتجاوز 16 صوتاً، ما يجعله مضطراً للبحث عن تحالفات، ومحاولات لجرّ يونس محمود إلى صفه، لكن الأخير – كما يقول المثل – لا يُلدغ من جحر مرتين.

اجتماع بين درجال وأحد الفاعلين امتد لأكثر من أربع ساعات، سبقه اتصال هاتفي تجاوز الساعة. وفي الأثناء، دخل “اللاعب الإقليمي” على خط النزاع، ويبقى السؤال: هل يدخل “اللاعب الدولي” أيضاً؟

علي جبار، النائب الأول، والمرشح مجدداً لذات المنصب، بدأ يتحرك في الخفاء لإقصاء منافسه سرمد عبد الإله، الذي كان ينوي الانسحاب لكنه بدأ يميل للبقاء في السباق، في تحولٍ وصفه المقربون بأنه عناد شخصي بين الرجلين.

درجال، وفي إطار محاولاته لكسب الوقت، سافر إلى ألمانيا قبل الملحق بحجة متابعة لاعبين مغتربين، لكن الغاية الحقيقية – وفق مصادر – لقاء شخصيات مؤثرة في الفيفا. وهي ليست زيارته الأولى؛ فقد سبق أن مكث هناك أسبوعين في الزيارة الأولى وعشرة أيام في الثانية بحجة العلاج.

بعض الأطراف مستعدة – كما يهمس في الكواليس – للمغامرة بمصير الكرة العراقية من أجل البقاء في مواقعها. وقد تم إيصال رسائل غير مباشرة للفيفا حول دخول السياسة على خط الرياضة، خصوصاً بترشيح إياد بنيان، مستشار رئيس الوزراء لشؤون الرياضة. وفي حال تأكدت هذه المزاعم، قد ترسل الفيفا وفد تفتيش خاص.

التأثير الخليجي حاضر أيضاً؛ شخصيات قطرية دخلت على خط الأزمة، بينما يقود يونس محمود ومحمد ناصر حراكاً من سبعة أعضاء لتجميد صلاحيات رئيس الاتحاد بسبب “تفرده بالقرار”. وفي المقابل، ردّت لجنة الاستئناف على طعن كوڤند عبد الخالق، مؤكدة صحة ترشيح درجال، وأقرت أيضاً سلامة ترشيح بنيان.

الإعلام منقسم: نصفه مع درجال، ونصفه مع يونس، وجيوش إلكترونية تروّج وتهاجم، ووعود مالية تطلق خلف الأبواب المغلقة في حال الفوز. وسط هذا، يظل السؤال معلقاً: إذا خرج المنتخب من الملحق، كيف سيرد المتخاصمون؟

قلق واضح يسيطر على رئيس الاتحاد الذي يجري اتصالات مكثفة ليلاً، بينما يهاجمه عضو في أحد الأحزاب علناً، متهماً إياه بالتمسك بالمنصب حتى لو أدى ذلك إلى معاقبة الكرة العراقية. أما الشارع الرياضي، فقد انقسم بدوره بين مؤيد ورافض ومترقب لما ستسفر عنه أيام الحسم.


مشاركة المقال :