وداعاً أبا زيا .. حارث احمد

 

حارث احمد جابر

بلا ضجيج بلا مراسم رحل شدراك يوسف بهدوء رحل من كان صوته جزءاً من ذاكرة الملاعب رحل صاحب التأريخ النظيف يوم كانت الكرة تلعب للشرف لا للمال رحل كرحيل ملعب الكشافة الحزين

شدراك ابن الحبانية من مواليد 1942 حمل فانيلة المنتخب الوطني في الستينات والسبعينات ودون اسمه في كأس العرب وآسيا قبل أن يعتزل اللعب بعد تصفيات كأس العالم 1974لكنه لم يعتزل الحضور ظل حاضراً في الشاشة في التعليق وفي الإدارة،

يوسف لم يكن يعلق على المباريات فحسب بل كان يعبر عن مشاعر الناس صوته كان يحمل رأياً وكل كلمة منه كانت تقول شيئاً أكبر من مجرد وصف مباراة كرة قدم هنا وهناك

إن شدراك لم يكن نجماً عابراً أو عادياً بل كان مدرسة بكل ما تعنيه الكلمة فقد لعب درب علق كتب وكان يتقن الإنجليزية والفرنسية لكنه اختار أن يتكلم بلغة الوطن بلغة أبا زيا الذي يعرفه كل بيت.

لقد غدا الشارع الرياضي العراقي حزين ليس فقط لأنه فقد لاعباً ومعلقاً بل لأنه فقد زمناً كان فيه الصوت صادقاً والكلمة نزيهة والموقف واضح حين كان الإعلام كلمة وموقف.

رسالة إلى الجيل الجديد من هو شدراك يوسف
؟
شدراك أيقونة الكرة العراقية الملتزم بالثوابت الوطنية لم يكن مجرد اسم في أرشيف الرياضة العراقية بل كان لاعب وسط من طراز نادر بدأ من فرق الحبانية ثم منتخب تربية الرمادي ومنه إلى الفرقة الرابعة ثم الفرقة الثالثة حيث أنهى مشواره الرياضي ولعب 31 مباراة دولية مع المنتخب الوطني وسجل هدفين وحقق كأس العرب عامي 1964 و1966 وكان نجم بطولة بغداد سنة 1966 حيث اختير أفضل لاعب كما شارك مع المنتخب العسكري وحقق كأس العالم العسكرية عام 1972 واعتزل اللعب سنة 1975.

أما بعد اعتزاله فقد درب فرقاً محلية وأشرف على منتخب العراق النسوي ثم انتقل إلى الإعلام الرياضي حيث أصبح أحد أبرز المعلقين بأسلوبه الفريد وصوته النادر وشغل مناصب إدارية منها مدير القناة الرياضية ومسؤول القسم الرياضي في قناة عشتار.

سطور أخيرة حزينة

شدراك يوسف ودعنا بلا وداع لكن صوته ما زال خالداً في أذهان العراقيين
رحمك الله يا أبا زيا كنت كبيراً في الملعب كبيراً في الشاشة وشامخاً في الرحيل.
نم قرير العين فقد أحبك الناس وخلدك التاريخ


مشاركة المقال :