وزير النقل العماني يوقع اتفاقية تعاون لتشغيل مطار كربلاء الدولي ويبحث فرص التعاون الاستثماري واللوجستي مع العراق.

المستقل / كربلاء

د.حسن المحنه

في زيارة رسمية تعكس التوجه نحو تعزيز التعاون الاستراتيجي بين سلطنة عمان وجمهورية العراق، قام معالي وزير النقل والاتصالات العماني، سعيد بن حمود المعولي، بزيارة تفقدية إلى مطار كربلاء الدولي، حيث عقد سلسلة من اللقاءات واطّلع على مكونات المشروع والإمكانات المتاحة للاستثمار في مختلف مجالات النقل واللوجستيات.

وتضمنت زيارة الوزير العماني توقيع اتفاقية التعاون الاستراتيجية لتشغيل مطار كربلاء الدولي ،، ماسيسهم في أستطلاع فرص التعاون في مجالات النقل الجوي والبحري والبري، مشيرًا إلى وجود نية صادقة من الجانبين لتطوير شراكات استراتيجية على مستوى التشغيل والاستثمار الفني والتقني، لا سيما في مجال الطيران والمطارات.

وقال المعولي: “نرى في العراق فرصة حقيقية لتشغيل المطارات، وتوسيع الاستثمار في الجانب اللوجستي وتسهيل خطوط السفر والطيران بين البلدين. كما أن هناك فرصًا واعدة في مجالات التدريب والتشغيل، وخصوصًا في مطار عمّان، الذي يشكل مركزًا مهمًا لاكتساب الخبرات”. وأضاف: “نسعى إلى إطلاق أربع رحلات أسبوعيًا عبر شركة السلام من عمان إلى بغداد، مع دراسة إمكانية التوسع لتشمل رحلات إلى الموصل وكربلاء”.

وأشاد الوزير بموقع مطار كربلاء الاستراتيجي، القريب من العتبات المقدسة والمناطق ذات الكثافة السكانية، مما يجعله مؤهلاً لأن يكون مركزًا لوجستيًا هامًا لنقل البضائع والمسافرين. كما دعا إلى تطوير منطقة حرة تجارية قريبة من المطار، لتسهيل الاستثمارات الصناعية والخدمية، مع التأكيد على أهمية الشراكة في مجال الحرية الجوية الخامسة، والتي تتيح تسيير رحلات عبر نقاط عبور متعددة.

في السياق ذاته، أوضح المعولي أن اللقاءات التي أجراها مع مسؤولين عراقيين، وعلى رأسهم دولة رئيس الوزراء، كشفت عن رغبة جادة لدى رجال الأعمال العراقيين لتوسيع قاعدة التعاون الاقتصادي مع سلطنة عمان، خاصة في مجالات الموانئ، وعلى رأسها ميناء الفاو في محافظة البصرة، الذي يمثل مشروعًا استراتيجيًا ستُرفع تقاريره الفنية إلى الجهات العمانية المختصة لدراستها.

مشروع رقمي طموح

كما تناول الوزير في تصريحاته ملف الحكومة الرقمية، مؤكدًا استعداد الشركات العمانية المتخصصة للتعاون مع نظيراتها العراقية في تطوير أنظمة الحكومة الإلكترونية، مشيرًا إلى التقدم الكبير الذي أحرزته سلطنة عمان في هذا المجال، والذي يمكن أن يكون أساسًا لشراكة تقنية مثمرة.

رشيد: تفعيل الاتفاقية الاستراتيجية في حزيران المقبل

من جهته، أكد حسن رشيد، الأمين العام للعتبة الحسينية والمدير التنفيذي لشركة طيبة، أن الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة مؤخرًا مع الجانب العماني ستدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من شهر حزيران المقبل، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في مجال الطيران المدني بالعراق.

وقال رشيد: “الاتفاق مع الأشقاء في سلطنة عمان يُعد من أبرز محطات التعاون في مجال الدعم والإسناد الفني لمطار كربلاء، وقد بدأنا فعليًا بتدريب الكوادر العراقية ضمن برنامج تأهيلي متكامل”. وأضاف: “نحن نؤمن بأن دمج الخبرات العمانية الواسعة مع الجهد العراقي سيُسهم في رفع كفاءة التشغيل وتحقيق نقلة في خدمات النقل الجوي”.

وأشار إلى أن شركة طيبة، بالتعاون مع شركة المطارات العراقية، تعمل على تنفيذ خطة تشغيل مطار كربلاء وفق أعلى المعايير الدولية، مع تطلع الطرفين إلى مشاريع مستقبلية مشتركة في مجالات الطيران والخدمات اللوجستية.

وتتُمثل هذه الزيارة خطوة هامة على طريق تعميق العلاقات الاقتصادية بين العراق وسلطنة عمان، وسط تطلعات كبيرة لتفعيل مزيد من الاتفاقيات الثنائية التي تصب في صالح التنمية المشتركة، خصوصًا في مجالات النقل والخدمات الرقمية.


مشاركة المقال :