العراق في جفن الموت

 علاء الخطيب

يشاع ان هناك تغيراً قادماً في العراق ، وان اللوبي العراقي في امريكا وضع اللمسات الاخيرة لسيناريو التغيير، وان الحكومة العراقية غائبة ولم تقدر حجم قوة اللوبي المعارض .

هذا ما يثار في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض القنوات الإعلامية التي تعتاش على الاخبار ” النشاز” .

اولاً :

المعطيات على الارض تفند ما يشاع ، باعتبار ان المفاوضات بين ايران وأمريكا لو نجحت ، لانتفت الحاجة للتغيير، وستكون إيران وأمريكا أصدقاء ، ولن يبقى اي تهديد من قبل الفصائل المسلحة للمصالح الأمريكية او الاسرائيلية، وقد تحل أو يجمد عملها.

ثانياً :

من جهة ثانية ان الاتفاقيات التي ابرمها العراق مع الشركات الأمريكية والبريطانية تؤكد ان العراق متجه نحو الاستقرار وليس الفوضى ، فالشركات ورجال الأعمال في هذه الدول لا يمكن ان يقوموا بهكذا خطوات دون الرجوع إلى تقييمات دولهم بالوضع المستقبلي للعراق .

ثالثاً : القمة العربية التي ستعقد تؤكد ان العراق يعود إلى واقعه العربي والإقليمي ، ويؤكد هذا الجانب ، دعوة أمير قطر لتقريب وجهات النظر العراقية السورية بلقاء السوداني والشرع ، والمعروف ان قطر ، لديها تواصلها مع الجهات الأمريكية، وقد يكون لديها معلومات عن “التغيير ” الذي يتحدث عنه البعض .

رابعاً : الواقع العراقي اليوم مختلف تماماً عن الواقع العراقي عام 2003 , يوم كان النظام منبوذاً عربياً وإقليمياً ودولياً ، وان الوضع الداخلي متضعضع والاقتصاد منهك والمصالح معطلة.

اليوم العراق لديه علاقات إقليمية جيدة ، واقتصاد جيد ، كما لديه عملية سياسية متحركة ، يمكن من خلالها تغيير وترميم الاخطاء .

وهنا لا يمكن ان ننكر ان العراق يبقى في منطقة ملتهبة و هو في عين العاصفة، ولديه مشاكل داخلية ، لكنها لا ترقى إلى إسقاط النظام .

قد يكون العراق ضمن هذه المعطيات في جفن الموت ولكن الموت نائم.

كما يقول المتنبي لسيف الدولة الحمداني:

” وقفت وما للموت شكٌ لواقفٍ كأنك في جفن الردى وهو نائم”


مشاركة المقال :


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *