د. صائب غازي / مخرج سينمائي
ل
و افترضنا ان الفيلم قائم على قصة حقيقية .. فالعالم كله في حقيقته لايخلو من الصراع ، وكل شبر من الأرض لايخلو من الخير وصراعه الدائم مع الشر
لايمكن اطلاق الأحكام بالتعميم والمطلق ، لو كان كل الوافدين الى السعودية ودول الخليج يعيشون تجربة بطل الفيلم (نجيب) لما تهافت الناس من كل حدب وصوب متطلعين الى الحصول على فرصة عمل في تلك البلدان التي يعمل فيها الملايين من جنسيات مختلفة أغلبهم من الهنود
نعم الأمر لايخلو من تجارب هنا أو هناك ربما تكون أسوء وأشد قسوة من التي عاشها بطل الفيلم نجيب لكنها تبقى حالات بعينها تتبع ضمير وأخلاق الكفيل نفسه وهم جميعا من البشر فيهم من تهذبت أخلاقه ومن فسدت أخلاقه
وكما كان للظلم حضور فقد كان للخير حضور كذلك حيث تجسد في شخصية الرجل صاحب السيارة الذي يتوقف في الطريق العام لينقذ حياة نجيب ويوصله الى بر الأمان ، ولم يشر الى هذه الشخصية أحد لغاية الآن في كل ماكُتب وقيل عن الفيلم على مستوى النقد الفني أو على مستوى الانطباعات الشخصية لدى الجمهور
بالنهاية لا داعي لرد الفعل المبالغ فيه من قبل البعض داخل السعودية أو خارجها ، فلا توجد ملائكية على الأرض في أي مجتمع كان ، ولا في أي دولة في العالم وجزء من دور صناعة السينما هو عرض السلبيات وتشخيصها في هذا المجتمع أو ذاك ، بعرض الخير والشر فهما المحوران الذي تقوم عليهما صناعة الدراما والسينما في العالم
وها هي أفلام هوليوود تعرض عصابات ومجرمين وتعرض أخيار ومحترمين فهل نعمم على المجتمع الأميركي كله أو الفرنسي أو الأيطالي ؟
السينما والفنون والإعلام هي عناصر القوة الناعمة المؤثرة وقد استطاع فيلم واحد فقط ان يستفز مشاعر مجتمعات وبلدان ، وهذا دليل على قوة وأهمية ومكانة هذه القوة الفنية الناعمة التي يجهل أهميتها ومكانتها ودورها الكثيرين
فنيا .. الفيلم يتضمن لغة سينمائية وتكوينات صورية معبرة وانتقالات زمكانية بليغة ، مع ان الايقاع قد تباطئ في النصف الثاني من الفيلم وكان من الممكن أختصار ساعة كاملة من زمنه بدلا عن المط والتطويل في المشاهد التي لا تخلو منها السينما الهندية كما كان اداء الممثلين مقنعا جدا
ولكن يبقى قياس الرسائل التي تضمنها الفيلم وقياس مقبولية القصة ومدى تصديقها جماهيريا معتمدا على مدى أستعداد المتلقي بالتصديق من عدمه ، وهذا يعود الى عوامل عديدة تحتاج الى تفصيلات كثيرة لا مجال لعرضها هنا
