المستقل / الشارقة
نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات جلسة أدبية بعنوان «قراءة في رواية (بئر معطلة)» شاركت فيها كاتبة الرواية فاطمة الكعبي، إلى جانب الدكتورة عائشة الشامسي، رئيسة قسم اللغة العربية في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، وأدارتها الكاتبة أمل جميع.
أصول الرواية وشخصياتها
تحدثت فاطمة الكعبي عن انطلاق روايتها من مجموعة قصاصات جمعتها من تجربة ابنة ترافق والدتها المصابة بسرطان الدم خلال رحلة علاجية في سنغافورة، وتجسدت هذه الابنة في شخصية«سلامة»، التي تشكل المحور الرئيسي للرواية.
فاطمة الكعبي: مهمة الرواية كشف الجراح
أوضحت الكعبي أن الرواية تبرز معاناة مرضى السرطان عبر مزيج من الواقع والخيال، موضحةً أن شخصيات مثل هند، مريم، وشما تمثل آبارًا تحمل في داخلها أوجاعًا عميقة. وأشارت إلى أن الروايةتتناول قضايا اجتماعية مختلفة، من بينها تأثير الزواج المتعدد علىالهوية، ومعاناة الأبناء من التنمر، مما يطرح دعوة للتسامح وتقبّلالآخر. بالإضافة إلى ذلك، وثّقت الرواية الأحياء الشعبية في مدينةالعين مثل القطارة والمرخانية، لتسجل بيئة المدينة بكل تفاصيلهاوتناقضاتها.
الحضور التراثي واللغة الإماراتية
من جانبها، قدّمت الدكتورة عائشة الشامسي قراءة نقدية في الرواية، متوقفة عند عنوانها «بئر معطلة» كرمز للشجن والمعاناة. وأكدت الشامسي أن الرواية، الصادرة عن دار الأهلية بالأردن في عام 2020، تمتاز بلغة كثيفة وحضور قوي للتراث الإماراتي، حيث احتوت على مفردات محلية وأساطير وعادات تقليدية كتكحيل الأطفال والمسح على جباههم بنبتة الصبر. واعتبرت الشامسي الرواية وثيقة تراثية للموروث الإماراتي، توظّف مفرداته في سردها.
كما أثنت الشامسي على جرأة الكعبي في الطرح الأدبي، مشيرةً إلى أن براعتها ظهرت منذ مجموعتها القصصية «مواء امرأة». وأضافت أن الكعبي أتقنت الانتقالات الزمنية في حبكة الرواية، ووصفت بدقة حي المرخانية بمدينة العين، بما فيه من تعدديةسكانية، ما يشكّل إضافة نوعية للرواية الإماراتية المعاصرة، ويبرزالمشهد الأدبي النسائي الإماراتي كرافد غني وواعد.