بقلم : لا يقدّر العواقب
في ذروة عاشوراء ليلة “ذبيح كربلاء” وعندما كانت قلوب الملايين تهفو لاحياء تلك الليلة وتنقل مشاهد الحزن ومراثي الفِراق والتمجيد، مع حرص شديد لاتباع اهل البيت ان تكون الليلة حسينية خالصة لا يشاركه فيها حدثُ او فعل او شخص مهما على شأنه وتأثيره، حتى ان الكثير ممن يعترضون على اقامة العزاء بمشاهده المعروفة وينتقدوها بموضوعية او تطرف يصمتون تلك الليلة لحين نشر الرسالة من احد المواطنين الناشطين في محافظة صلاح الدين يعترض فيها على تجريم تسمية “يزيد” طبقاً لخطاب متلفز للسيد مقتدى الصدر بث قبل ساعات من نشر الرسالة، والتي رد عليها الصدر بتغيير اسم يزيد إلى عُمر.
حينها ضجت مواقع التواصل الاجتماعي التي كانت محملة بآلام المقيمين على احياء الشعائر العاشورائية فانخفضت اصوات المعزين، وقصائد الرواديد، وارتفع صوت يزيد الحسون وصالح محمد العراقي، وجدلية تغيير الاسم.
انخفض عدد الزائرين لمواقع العزاء في المواقع الإلكترونية لينشغل المزاج العام بتطور حادثة المناشدة من يزيد إلى مقتدى الصدر.
وهل يجوز للصدر ان يغير اسم مواطن، وهل سيمتثل الحسون لقرار الصدر، وفي ليلة العاشر !
مع تساؤلات “مشروعة” و “خبيثة” حول أهمية اثارة الموضوع وفائدته المتوقعة لمصلحة اتباع اهل البيت في طرح مقبولية التسمية.
لقد تحوّل الرأي العام من حالة الانشداد العاطفي لمذبحة كربلاء الاليمة وتفاعلاتها على اكثر من صعيد، إلى مناكفات ورؤى متصارعة لجدوى انتقاد الصدر لتسمية يزيد وما استحضرته الاحداث بعدها من اصطفاف واعادة ترتيب لمئات من المدونين الذين تراوحت آرائهم بين مُتهكم وممازح، وفتحت مساحات واسعة من النقاش حول هذا المستجد في إقحام اسماء بعض المواطنين ضمن دائرة النقد التاريخي بمنظور عقائدي لا تؤتمن صحة فهمه والتعاطي معه بأريحية، فالأحداث المماثلة في السابق لا تشجع على طرح ما يخالف مزاجية الشارعين السني والشيعي، وسط منظومة سياسية حاكميتها الأساسية هي الطائفة والمذهب والقومية، وما ينعكس من سوء تقدير على الحياة الاجتماعية في كثير من المناطق، والحياة السياسية للعديد من المناصب مثل أزمة اختيار رئيس مجلس النواب.
تحويل الاهتمام العام من الحسين إلى الحسون وصالح يخالف صراحة وعلناً ما يعلنه الصدر مراراً من اهمية ابراز وتمجيد عاشوراء الحسين في اكثر من خطاب وتغريدة ورسالة.
من وجهة نظر الصدريين فاعتراضي هذا غير مقبول، كونه يتعلق بفعل قام به القائد والزعيم مقتدى الصدر، فهو عندهم لا ينطق عن الهوى، ولا يركن لمستشار ولا قيمة لرأي مخالف عنده.
وهكذا بدى المشهد عند المدونين والمتابعين في الإعلام الرقمي والمحللين من غير اتباعه والذين لا يناصرونه، فالحذر والابتعاد عن نقده خشية تعرضهم للتنكيل والهجمات الإلكترونية والتجاوزات اللفظية بل وحتى الاعتداء الجسدي في كثير من الحالات.
لا يمكن لاحد ما مقرّب او بعيد ان يضع إصبعه على خطأ يقترفه السيد مقتدى، فهو عند انصاره معصوم، وعند غيرهم محظور من النقد لما يلقاه الناقد من تبعات قد تهدد حياته، فكل ما يصدر من السيد محل تقديس شأت ذلك او لم ترضى وان ادى بعضها إلى ان يحل اسمه كـ “ترند” بدلاً عن الحسين في ليلة الحسين.
رفقاً بالحسين يا مقتدى الصدر
(Visited 48 times, 1 visits today)