فلاح الكلابي
حضرت يوم امس اصبوحة ثقافية قدمها الفنان التشكيلي والمسرحي أمير الخطيب، حيث تناول فيها موضوعات عدة تتعلق بتجربته الفنية والشخصية. تناولت الندوة تأثير الغربة على صقل الموهبة، الفن المعاصر والمسرح، بالإضافة إلى الإبداع العراقي المتناثر في مختلف أرجاء العالم. كانت الندوة بمثابة رحلة ثقافية وفكرية غنية، ألهمت الحاضرين وأثارت فيهم الكثير من التفكير.
استهل استاذ امير حديثه عن الغربة، موضحاً كيف أن هذه التجربة تمثل تحدياً كبيراً للفنان، لكنها في الوقت ذاته توفر فرصاً للنمو والتطور. تحدث عن تجربته الشخصية في الغربة، وبيّن كيف أن العيش بعيداً عن الوطن يفرض على الفنان إعادة اكتشاف ذاته وهويته. أكد أن الغربة تمنح الفنان منظوراً جديداً ورؤية مغايرة للعالم، مما يثري تجربته الفنية ويعزز من قدرته على الابتكار والإبداع.
أوضح الخطيب أن التفاعل مع ثقافات وأساليب تفكير مختلفة يساعد الفنان على تطوير مهاراته وتوسيع آفاقه. كما أشار إلى أن التحديات التي يواجهها في الغربة، مثل الشعور بالحنين والبحث عن الذات، تسهم في صقل موهبته وتجعله أكثر عمقاً وتفكيراً.
تحدث أمير الخطيب أيضاً عن الفن المعاصر، مؤكداً أنه ليس مجرد وسيلة للتعبير الجمالي، بل هو انعكاس للواقع وتجربة الحياة اليومية. أوضح أن الفن المعاصر يتجاوز الحدود التقليدية، ويستخدم تقنيات ووسائل متعددة لإيصال رسالة الفنان.
أكد على أهمية أن يكون للفنان نظرة نقدية تجاه العالم من حوله، وأن يستخدم فنه كأداة للتغيير الإيجابي.
ايضا تحدث عن الإبداع العراقي المتناثر في مختلف أنحاء العالم. أكد على أن العراقيين يمتلكون موهبة وإبداعاً فريداً، يظهر في مختلف المجالات الفنية والأدبية. أشار إلى أن الظروف الصعبة التي مر بها العراق لم تمنع المبدعين من التعبير عن أنفسهم وإيصال صوتهم إلى العالم.
تحدث عن العديد من الفنانين والمبدعين العراقيين الذين نجحوا في تحقيق شهرة عالمية بفضل إبداعهم وتميزهم. أوضح أن هؤلاء المبدعين يمثلون مصدر فخر للعراق، ويثبتون أن الإبداع يمكن أن يزدهر حتى في أصعب الظروف.
كانت ندوة الفنان أمير الخطيب تجربة مثرية للحضور، حيث قدم رؤى عميقة ومُلهمة حول تأثير الغربة على صقل الموهبة، ودور الفن المعاصر والمسرح في التعبير عن الذات والتفاعل مع المجتمع. كما سلط الضوء على الإبداع العراقي المتناثر حول العالم، مما أثار فينا شعوراً بالفخر والتفاؤل بمستقبل الفن والإبداع العراقي.
