المستقل: الشارقة
متابعة: ظافر جلود
كرم المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، الفائزات بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية في دورتها السادسة، والذي نظمه المكتب الثقافي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة أمس في مركز الجواهر للمؤتمرات والمناسبات.
ووجهت قرينة حاكم الشارقة رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، كلمة للفائزات خلال الحفل، وقالت: «يسعدني أن أرى اليوم سيدات من مختلف الأجيال يجتمعن في حب اللغة والأدب والثقافة، في عصر يَستخدم فيه غالبية الأفراد الكلمة في تأجيج الخلافات وزرع الفتن بين المجتمعات المتآلفة. إننا نؤمن بالدور الجوهري للمرأة في إنعاش الثقافة وتعزيز مكانة اللغة العربية في محيط أسرتها ومجتمعها، فليكن دوركن المجتمعي تعزيز الثقافة الأصيلة التي توارثناها عن الأجداد، وغرس حب لغتنا العربية التي هي هويتنا الأصيلة، في نفوس الأجيال القادمة، فنرى فتيات وسيدات أسَرَهُن بريق المظاهر الذي قادَهُن إلى الاستهلاك المادي المفرط، سعياً للحصول على إعجاب زائف من غرباء على منصات التواصل الاجتماعي. فلا بد لنا اليوم من استمرارية الملتقيات الثقافية التي توقظ بناتنا من هوس المظاهر والماديات، ليشغلهن ما هو نافع ومفيد لهن ولمجتمعهن وأوطانهن».
وقد سلمت سموها دروع التكريم للفائزات بحضور صالحة غابش، رئيس المكتب الثقافي، وفازت في مجال الشعر شقراء محمد مدخلي من السعودية عن ديوان «صوت ذاهل كالحزن»، ولولوة الريس من الإمارات عن ديوان «لآلئ منثورة»، وفي مجال الرواية فازت شريفة التوبية من سلطنة عمان عن رواية «البيرق سراة الجبل»، وجميلة عبدالله علي من الكويت عن رواية «حرب الزهور»، وفي التأليف المسرحي فازت آمنة مبروك من سلطنة عمان عن مسرحية «روري»، ولولوة المنصوري من الإمارات عن مسرحية «المهد والماء»، فيما ذهبت جائزة لجنة التحكيم إلى كل من نجيبة الرفاعي من الإمارات عن نص «الهائمون»، وحوراء الهميلي من السعودية عن نص «تحدو فتربك ريح نجد»، كما تم تكريم الفائزة بالشخصية الثقافية للجائزة وهي الأديبة فوزية السندي من مملكة البحرين.
وقالت صالحة غابش، أن نسبة المشاركات في الجائزة في دورتها السادسة بلغت 15 % مقارنةً بمشاركات الدورة السابقة، مشيرة إلى أن شروط الجائزة انطبقت على كل المشاركات وهو ما يدل على نجاح الجائزة واهتمام المبدعات بكل تفاصيلها، وهو ما يدفع إدارة الجائزة إلى البحث وعمل الأفضل سعيا لتطوير الجائزة.
وأكدت رئيس المكتب الثقافي بأن هذه الجائزة تعد الأولى من نوعها على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي لأنها تعنى بإبداعات المرأة الأديبة في مجال السرد الروائي والشعر والمسرح وأدب الطفل، لذلك
كانت المنافسة في هذه الدورة شديدة بين المبدعات المشاركات وهو ما اقتضى استحداث فئة جديدة تحت مسمى «جائزة لجنة التحكيم» خاصة بالأعمال المتميزة لشخصية نسائية خليجية لها مؤلفات وحضور ثقافي بارز ومؤثر.
وألقت الأديبة د. دكتورة بديعة الهاشمي -أستاذة الأدب والنقد الحديث في قسم اللغة العربية وآدابها- بجامعة الشارقة، كلمة لجنة التحكيم، وقالت: «استلمتْ اللجنةُ من المكتب الثقافي نصوص المتسابقات في الفروع الثلاثة المعلن عنها (الرواية، والتأليف المسرحي، والشعر) وكان عددُها: 61 مشارَكة، منها 22 نصاً مسرحياً، و26 رواية، و13ديواناً شعرياً. وقد لوحظ في الأعمالِ تقدماً ملحوظاً في المستويات والأجناس الأدبية، مما جعل التنافسَ كبيراً وقويّاً بين المشارِكات في هذه الدورة في الفروع جميعِها، كما كان التنوع في الموضوعات واضحاً بين التراث والمعاصرة، والتي أكدت النصوص أهمية توظيفهما واستحضارهما في النص الإبداعي، ذلك بالإضافة إلى الاهتمام بتوظيف تقنيات السرد الحديثة في الرواية. وكشفتْ الجائزةُ عن براعة الشاعرة الخليجية في كتابة القصيدة العمودية، الأمر الذي يفنّد فكرةً سابقةً تقول: إن الشعر العمودي مجال إبداع للشعراء دون الشواعر».
وألقت لولوة المنصوري كلمة الفائزات، وقالت: «أحتفي بنفسي وإياكم في هذا الحفل ويسعدني أن أتقدم بتحية اعتزاز وفخر إلى قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، الداعمة لكل ما يمكّن المرأة في أداء أدوارها ومسؤولياتها الاجتماعية والثقافية وإن هذه الجائزة تؤرخ وتوثق مسيرة المرأة الخليجية في الإبداع، وتُؤْمِن بخصوصية جوهرها المتألق والمتدفق في حالة اكتمالية وندّية مع الكون والمعارف والعطاء الجمالي فإن تدفق المرأة الخليجية إبداعياً هو أحد مستويات الوعي العميق وتجاوز مراحل النشأة الأولى في رحلة الذات والإدراك، فهي لا تزال باحثة عن الحواف والدخول في عمق الأشياء وخلخلة الوعي والزمن والتاريخ عبر رؤاها التأويلية التي تحتفي بالمعنى والمضمون».
وعلى أنغام معزوفات موسيقية على آلة القانون للعازفة الإماراتية مريم الشالوبي، قرأت شقراء محمد مدخلي قصائد من ديوانها «ذهول»، وألقت نجاة الظاهري قصيدة «العناية بالآن».
تلا التكريم ندوة ثقافية بعنوان «الأدب في العالم الرقمي بين التحديات والتطلعات» أدارتها نجيبة الرفاعي، وشاركت فيها الأديبات الفائزات.