علاء الخطيب
يكاد يجمع العراقيون على ما يتمتع به رئيس الوزراء محمد شياع السوداني من محبة وقرب منهم ، فمنذ سنين بعيدة لم يحضَ اعلى مسؤول عراقي في الدولة على هذه المكانة العفوية لديهم ، دون اي وخوف او ترغيب ، فالرجل ليس لديه جهاز امني مرعب ، ولم يجبر احد على حبه واحترامه قسراً ، ولم ينشغل التلفزيون الرسمي بتلميع صورته ، كما ليس له يد مطلقة بالعطاء مثل من سبقوه ، لكنه يمتاز عليهم جميعاً بانه يمتلك قلب بحجم العراق يسع كل العراقيين على اختلاف ألوانهم وقومياتهم ، فليس من الغريب ان نشاهد تظاهرات مؤيدة له في كردستان، او استقبال جماهيري مهيب في الموصل ، فهو المسؤول العراقي الوحيد الذي يسير في شوارع المدن، ويتفقد المواطنين في بيوتهم وأماكن عملهم، هو واحد منهم ، يتحدث عن الرياضة والرياضيين ، ويدعم الفنانين ويلتقي بالإعلاميين ، ويرفع الثقل عن كاهل الدائنين.
تجربة السيد السوداني تستحق ان نقف عندها وان ندعمها ونحميها ، من اجل الوطن ، قلتها مرة من على شاشة احدى الفضائيات و اكررها اليوم ، السوداني هبة السماء للعراقيين ، بعد عناء طويل .
ليس في الأمر مبالغة، او تبجيل ، وانما وصف لحالة.
في عهد السوداني ورغم المدة القصيرة التي تصرمت من حكمه ، إلا أن المواطن العراقي بدأ يشعر بالجدية والصدق من قبل الحكومة.
ولعل اهم نقطة في تجربة السوداني هو انه اعادة ثقة المواطن بالدولة ، التي كادت ان تُفقد تماماً ، ان لم أقل قد فقدت.
مشاريع البناء والإعمار على قدم وساق ، وزيارة وزراء كابينته الوزارية مستمرة إلى الدوائر والجهات المختصة بهم، وهو لم يهدأ في نومه إلا ساعات قليلة. فهو يقول: ” اني اعمل مابين 16-17 ساعة يوميا “ فتراه قدم في الموصل وأخرى في كركوك وثالثة في البصرة ورابعة في الناصرية،ورغم هذا يحرص على تحسين علاقات العراق بالمحيط الاقليمي و العالمي.
ضغوط كبيرة يتعرض لها من الداخل والخارج ، لكنه في كل مرة يجتاز التحدي ، ويخرج منتصراً بشهادة خصومه واصدقائه .
السوداني الذي يعمل بثنائية الخطين المتوازين ، ” الاقتصاد والفساد” ، فهو يلاحق الفاسدين بما يتيح له القانون ، و يعمل بجد من اجل رفع مستوى البلد اقتصادياً ، يذلل عقبات المشاريع المتلكئة ، ويصر على اعادة تشغيل المصانع، او دعم المشاريع الصغيرة .
فلا يكاد يمر يوما حتى تسمع بان هناك مشاريع جديدة ، اعمار وبناء ومتابعة.
جهازه الاعلامي الداخلي جيد ، استطاع ان يوصل الصورة بشكل جيد ، مستغلا امكانات الشباب وتطلعاتهم .
ربما يؤشر على الذراع الإعلامي الخارجي بانه يحتاج إلى عمل ،وعمل كثير ، فالعراق ومنذ زمن السيد المالكي يفتقد للإعلام الخارجي ، لذا هناك صور مشوشة عن العراق لدى الإعلاميين والاكاديمين العرب والاجانب ، وان كانت هناك محاولات شخصية خجولة لنقل صورة العراق الحقيقية، وليست كما يصورها الخصوم .
وربما كانت بطولة الخليج الـ 25 نقله نوعية في تغيير الصورة النمطية للعراق في الإعلام العربي، لكن يحتاج العراق إلى انشاء لوبي إعلامي خارجي ليستقطب مجموعة من العرب والاجانب ، وكذلك نحتاج إلى مد الجسور بشكل غير رسمي مع شرائح عديدة مؤثرة فثقي المجتمعات العربية والأجنبية .
واتمنى ان تكون هذه الملاحظة محل عناية السيد رئيس الوزراء، وكذا الحال السادة المستشارين المحيطين به .
تجربة السيد السوداني تجربة مهمة ومؤثرة يجب ان تدعم شعبياً ورسمياً .
الاستاذ الفاضل وابن العم الغالي الدكتور علاء الخطيب المحترم
تحية طيبة من ارض السواد بغداد التي كتب لها القدر ان لا تستريح ولا تهنأ بحاكم ينصفها.
دعني اهنىىك ونفسي على رجاحة عقلك وعمق تحليلات وان اشاهدت تستضاف في قنوات عراقيه عده لتصف الحالة العراقيه وكلي انبهار وغبطه على ما تحمله من بعد نظر وحنكة في ادارة النقاش وتوعية المتلقي لموضوعة النقاش وهذا ما يشدني دوما لنحونك.
تعجبت كثيرا وانا اقرا مقالك اعلاه ويؤسفني حقا ان اقول بانني استذكرت وبشكل مباشر ما قاله شفيق الكمالي بحق صدام حسين في القرن الماضي. اعلم ان رجاحة عقلك المستنير يجعلني أجرأ بان اكتب لك هذه الكلمات القصيرة الا انني مازلت امل لك كل الود والتقدير.
أبن عمك