علاء الخطيب
قبل ان يأتي عيد الحب بسنين
خُصِصَت اغلب ايّام السنة للكراهية والموت والحزن، و تَعددت أسباب الحزن في حياتنا، ولا يكاد يمريوم من أيام العراقيين دون مناسبة للحزن ، ومع ذلك نقيم احتفالات للموت بكل أريحية ونغدق فيهاالأموال بشكل مبالغ فيه ،فنحن بارعون في صناعة الأتراح ومدمنون على القهر بأمتياز ، ولعل منالمعيب ان يُرى سنك ضاحكا أو ان يَظهرُ الفرح على وجهك فسيأتيك من يقول لك ( أمورك عدله) وهذهكناية عن الاستثناء في قاعدة الحزن الشعبي العراقي. لقد كُتبَ علينا الحزن كما كتب على الذين من قبلناأياماً وسنين غير معدودة ، غناؤنا حزن ، حديثنا حزن ، بكاؤنا حزن ، أعيادنا حزن نبتدأوها بزيارة القبورنذرف الدموع قبل ان نأكل الحلوى ونصافح بعضنا البعض ،نشعل الشموع على القبور في ذكرى حزينةلفقد عزيز غالٍ ، ونشعلها مرة اخرى ونطلقها في النهر سائلين السماء عودة من فارقونا ونشفع كل ذلكبالبكاء والحسرة والألم ، ولم يخطر على بالنا يوما ما ان نشعل شمعة للحب والمودة كي نمسح الصدأالمتراكم على قلوبنا ، لان الشموع رمز للأمل والمحبة والسلام والنور و الحب والنور كلمات الله التاماتفـ ( كلمة الرب منيرة تنير العينين) ”الكتاب المقدس”. والله نور السماوات والأرض ” قرآن كريم ” .
اصطنعنا مواسم للبكاء كما اخترعنا طرق للنواح ، نخشى من الفرح والحب حتى تصحرت أرواحنا ، تاجرنابالدموع والأنين، وأفردنا مساحات واسعة للأسى ، فتشنا في القواميس اللغوية عن الكلمات التي تستدرالكآبة والكمد، الى جانب ذلك أقرَّينا عقدا اجتماعيا بعدم السماح للحب والفرح ان يخترقا أرواحنا ،فهما من الممنوعات والمحرمات التي يعاقب عليها القانون . ورحم الله الشاعر كاظم الخطيب وهويحاول قلب المعادلة فيقول :
مو عجيبة
عدنه ناس إتجار بالله وتسمي العشگ بدعه
وإحنه للميت نوِّج إشموع عشره …..
ولليحب ما نوِّج شمعه
مو عجيبة
اللي يحب محبوب عمره
مو عجيبة
المايحب اكبر عجيبة
كان ذلك قبل ان يأتي عيد الحب بسنين وسنين ، ودارت الايام ومرت الايام وما بين عراك وخصام وتدميرللأحلام أصبح عيد الحب حرام .
و مهما تعددت الأسباب ستبقى مفردة الحب غير مستساغة وممنوعة ، لانها تذكرنا بالحياة و تنسيناالحزن وربما تمنحنا شئ من الأمل في عالم ملئ بالإحباط.
وتتعدد أسباب التحريم دينيا واجتماعيا زمانيا ومكانياً ويبقى الحب غائبا ً وليذهب فلنتاين للجحيم .
أجمل ماقرأت سلم يراعك الأستاذ الدكتور علاء الخطيب المحترم..
تقديري..