ماجد السفاح / شاعر وباحث
من الشخصيات التي شكلت مركزا من مراكز الثقل الإجتماعي والوجاهة
الإجتماعية في جنوب العراقوذاع صيتها حتى عبر حدود الوطن إلى أقطار عربية أخرى هو الشيخ فهد الشرشاب شيخ عام قبيلةالبدور وذلك بالنظر لما إتسم به من سمات الخير والشهامة والخلق الرفيع والكفاءة العالية والمؤهلاتالتي جعلته قادراً على قيادة القبيلة برجاحة عقل وتدبير وتخطيط ينم عن دراية وخبرة إكتسبها من خلالملازمته لوالده وحضوره في دواوين الآباء والأجداد بالإضافة لما إكتسبه من خلال علاقاته الواسعة معشيوخ وزعماء القبائل العراقية المجاورة لقبيلته والبعيدة عنها..
كان رحمه الله موصوفاً بالكرم والسخاء ومعروفاً بالسماحة والجود إلى الحد الذي أصبح فيه مضيفهمحط رحال المتعبين من عابري السبيل..
كما إنه وبحكمته وحلوله الناجعة كان ملاذ المتخاصمين وملجأ المختلفين الذين سرعان مايجدون عندهحلاً لعقدة خلافاتهم وتذليلاً وتبسيطاً لأسباب خصوماتهم..
توسم فيه والده رحمه الله علامات القيادة فأوكل إليه مشيخة القبيلة لعلمه بأنه القادر على النهوضبهذه المهمة والمتمكن من إدارة شؤون قبيلته من جميع الجوانب..
كانت حياته المحصورة بين مولده عام١٩١٠ ووفاته بتاريخ ٢٠٠٤/٥/١٧ حياة مليئة بالعطاء الخصبوالمواقف المشرفة.. وإذا ما اقتطعنا منها سنوات طفولته فإن مثل هذه الأسر العربية الأصيلة يراقبرجالها صغيرهم ويقربونه منهم مجلساً لمجرد أن ينقل أقدامه للوهلة الأولى ليتسنى لهم تنشأته نشأةالفرسان والرجال القادرين على إقتحام الدواوين ومحاورة كبرائها وعلية القوم فيها..
تزوج الشيخ فهد الشرشاب من أربعة نساء أنجبن له خمسة عشر ولداً كلهم أقمار مضيئة في سماءالمجد والرفعة والمروءة وكل واحد منهم يمثل امتداداً طبيعياً لوالده من خلال سيرهم على نهجهواقتفاء أثره بالمكرمات ولا زالت دواوينهم عامرة بروادها عابقة برائحة القهوة العربية وفيها يدورالحديث بالحكمة والموعظة الحسنة والشعر والأدب الملتزم..
