هل ستساعد هزيمة حماس على  تنامي التطرف في العالم؟

هل ستساعد هزيمة حماس على تنامي التطرف في العالم؟

كتب المحرر السياسي  للمستقل:

  التطرف الاسرائيلي في مواجهة حماس والفصائل الفلسطينية الاخرى، و مشاهد قتل الاطفال والنساءوتدمير المنازل ومنع الغذاء والدواء عن المدنيين، سيساعد  من جهة واخرى على نمو الحركات المتطرفة فيالجانب الاخر   ضمن ثنائيةالضد النوعيوخصوصاً في الشرق الاوسط،  خصوصاً وان احتملاتالتصعيد من جانب اسرائيل  هو الخيار المطروح من قبل تل ابيب والمدعوم غربياً .

فقد قطع الفيتو الامريكي الطريق امام اي تسوية او هدنة ، إلا بعد تدمير وسحق حماس بالكامل، واذاافترضنا ان هذا ما سيحصل وسيتم القضاء على حماس والفصائل المسلحة في غزة ، فهل سيكون هذا حلاًيجلب الاستقرار والامان لاسرائيل والمنطقة والعالم ؟ ًبالرغم من ان  هذا الخيار يعني سقوط مزيد من  الضحايا وسفك مزيد من الدماء الفلسطينية ، مما سيؤثر سلباً على الواقع العربي والاسلامي وحتى علىالاجيال القادمة في فلسطين.لذا سيطرح سؤال مهم في هذا الصدد ، هل ستؤثر الحرب الدائرة في منطقةالشرق الأوسط وتحديداً في غزة،  على تنامي الحركات المتطرفة كرد فعل طبيعي ؟ وهل سيبقى التحالف  الدولي لمكافحة  التطرف او ما يسمى بـالارهابمتماسكاً  وقوياً ؟

تطورات الموقف

واذا ما استمرت اسرائيل بتعنتها ورفضها للقرارات الدولية وتحدي القانون الدولي ، هل ستقف الحرب عندحدود غزة ، أم ستتجاوزها  ؟

خصوصاً وان  احتمالات توسع الحرب ما زال قائماً، في ظل اجواء  نشوء محاور كـ المحور  الصيني الكوري  الشمالي الروسي الايراني ، واستمرار الحرب الاوكرانية  الروسية ،  التي والدعم الغربي القوي للحرب علىغزة ..

والمناوشات الاخيرة  بين حزب الله واسرائيل. على الحدود

هذه المؤشرات  تنذر باتساع نطاق الحرب ليس على مستوى المنطقة العربية ولكن على نطاق إقليمي ودوليأيضاً..

لم تتضح الصورة بعد ، ولكن ستبقى كل الاحتمالات  مفتوحة، ويمكن انً تتفجر في اي لحظة ، ولا احديمكنه التكهن بما ستؤول اليه. الاحداث ، في ظل  تطورات غير محسوبة ، ويمكن ان نطلق عليها التطوراتالآنية ، وهذا ما أحد عليه امين عام حزب الله في خطابه الاخير عندما قال :       

تطور الجبهة مرهون بأمرين، الأول مسار وتطور الأحداث في غزة والثاني هو سلوكالعدو الصهيونيتجاه لبنان

يقابلها عجز عالمي لمعالجة الموقف ، وايقاف هذا النزيف .

سيخلق  الاصرار الاسرائيلي على حسم الصراع لصالحة وتدمير غزة بالكامل ، بيئة حاضنة للتشدد والتطرف، سيما وان  اي انكسار لحماس  سيعمق حالة الاحباط لدى كثير من الشباب العربي والاسلامي . ويفضيالى التشدد

لذلك منع نمو التشدد في المنطقة  ليس القضاء على حماس او التلويح بالقوة وتهديد لبنان وحزب الله، بلهو الحوار الذي يخلق السلام والاستقرار منح الفلسطينيين حقوقهم .

الوهم الاسرائيلي

اسرائيل تحاول ان توهم شعبها  بانها قادرة على سحق حماس وبقية فصائل المقاومة وان تخرجها منالصراع بشكل نهائي ، ولعل هذا الوهم  راح يترسب الى عقول بعض الساسة الاسرائيلين ، واصبح عقيدة ،ويحسبون بان القضاء على حماس سيوفر لهم الامن والاستقرار ، اضافة الى ذلك  انهم يعتقدون  بامكانيةالقضاء على حماس من خلال استخدام  القوة المفرطة ، وادامة القتل العشوائي .

لم يلتفت الاسرائيليون ولا الامريكان الى حقيقة مهمة ، وهي ان التجارب السابقة سواء كانت للولاياتالمتحدة او لغيرها   ، في مجال القضاء وسحق المناوئين والاعداء، كلها بائت بالفشل و بالتالي اخفقت كلالمحاولات  بهذا الاتجاه .

  بعد  احداث سبتمبر قال الرئيس الامريكي بوش بانه سيقضي على القاعدة وطالبان في افغانستان ، وتوهم  بالقوة ، الا انه فشل،  و  خرجت امريكا من افغانستان وبقيت حركة طالبان مكانها ،  وفي فيتنام   استخدمتالولايات المتحدة كل ما لديها من قوة  لكنها  رفعت الراية البيضاء في النهاية ، وحاول   الرئيس عبد الناصر  القضاء على الاخوان المسلمين ، ولكنه فشل هو الاخر ، وكذا الحال صدام حسين في العراق وبطشه الشديدبحزب الدعوة والاكراد ، وفشل هو الاخر ،

ومن هنا لابد  لنا ان نقول ان حلم  القضاء على الخصوم والتخلص منهم  مجرد  وهم.

  بل هو مضر بشكل كبير في مشروع ، لان القمع والقوة لا يمكن ان تنتج الا قوة مضادة وعنيفة ، ومتطرفةبشكل كبير .

ويجب ان نفصل بين مفهومين في هذا الصراع ، بين حق المقاومة والارهاب،  اي بين حركات المقاومة والتحرروبين الحركات الارهابية  المستندة الى قراءات ميثولوجية دينية،  ربما يشترك الاثنان في التشدد والتطرفواللجوء الى القوة  في الصورة العامة  ، لكنهما يختلفان في المنهج  والاستراتيجية .

  حق المقاومة مكفول دولياً و مبرر قانونياً ،  اما الارهاب فهو مدان وفعل لا اخلاقي .

واذا كانت الولايات المتحدة والعالم الغربي  جاد في منع التطرف في  الشرق الاوسط والعالم عليه ان يسلكطريق التهدئة والحوار  وليس التصعيد، ، وهذه نقطة مفصلية في مواجهة. التشدد. وكلما طال  أمد الصراع  كلما تضاءلت الفرص في الاعتدال والاستقرار .

وتجد الاشارة أن العالم عليه ان يعلم ان عدم وضع نهاية للصراع في غزة واستمرار المواجهات سوف  تكونله عواقب وخيمة  قد لا نراها في القريب  ، لكن كل التوقعات تشير الى  تنامي ظاهرة العنف  والتطرف  هوالنتيجة الحتمية التي ستعقب هذا الدمار ، وهذا امر طبيعي .

ومن المنطقي جداً ان يتدخل المجتمع الدولي  لوضع حد لهذا الصراع الذي امتد لـ 75 عاماً ، وذلك بالضغطعلى اسرائيل والاولويات المتحدة لايجاد مخرج  يفضي الي الاستقرار والسلام .   

(Visited 21 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *