التشكيلي بلاسم محمد… رمز النقاء والمحبة

التشكيلي بلاسم محمد… رمز النقاء والمحبة

من مفكرتي الفنية 

قحطان جاسم جواد

صعق الوسط الفني والاكاديمي والصحفي بموت الفنان د. بلاسم محمد بعد مايقارب اشهر قليلة من موتزوجته ورفيقة دربه,ما يشي بأنه لم يتحمل فراقها لذلك غادرنا على عجل ملتحقا بحبيبته وام ابنته سارة ,رغم ان عمره لم يبلغ من السنين كثيرا.بلاسم عرفته من خلال عملي في مجلة الف باء بعد عودتي من خدمةالاحتياط عام 1989 وكان رئيسا للقسم الفني في المجلة,وظلت علاقتي به وطيدة الى حين وفاته.بلاسمانسان رائع ونقي ومحب لايعرف الضغينة لكنه صاحب مقالب كثيرة بحيث يجعلك تضحك ببراءةواحياناتكون مقالبه تزعل الاخرين وانا واحد ممن زعل منه ذات مرة..واذكر اني في اجريت حوارا مع الفنان جواد الشكرجي رسمه بلاسم بطريقة لم احبها فظهر ان احد اسنانه المفقودة بارزة بحيث لايظهر وجهه جميلا كماهو اي اثر السن المفقود على جمالية الوجه فعاتبت  بلاسما على ذلك ,وحين حضر جواد الشكرجي الى المجلة وشاهد الصورة انزعج اول مرة ثم رحب بالامر وابتلع الموقف!وضحكنا سوية بعد عتاب جوادي لاذع.وظلبلاسم صاحب المرح اللطيف.كذلك في مواقف اخرى لاعد لها,لكن كل تلك الامور لم تجعلنا نكره البلاسم بلزادت من حبنا له.وكان بلاسم يجيد شواء السمك فكنا ايام سفرات المجلة الى الحبانية او جزيرة بغداد يتكفلبشراء السمك وعدة الشواء ويقوم بنفسه الاشراف على الشواء الى ان تصل الاسماك الى افواه منتسبيالمجلة, وهي لحظات اتذكرها وكأنها حصلت اليوم.ولم اسمع بلاسم يشكو من اي شيء رغم مشاكل العملوضغط الدوام لكنه كان يلتقيك بأبتسامته المحببة وكلامه الجميل.وهذه السمة لم تفارقه منذ يوم عرفته وحتىحين اصبح دكتورا واستاذا في الجامعة ظل كما هو بدون تكبر او يعزل نفسه عن محبيه.ورغم انه تشكيليالى حد النخاع فأنه يتمتع بحس واذن موسيقية وهي التي كانت وراء شهرة المطربين  ضياء حسينواوراساتذكر جيدا في يوم ما قال لي سترى وتسمع مفاجأة مني بصوت جميل وقدم لي ضياء في بداياتهالاولى وكتبت عنه بعد فترة صار ضياء حسين من نجوم الطرب لما يمتلكه من امكانيات صوتية واداء جميلوكذلك اوراس في بداياته.ولابد لي ان اشير الى قضية مهمة تميز الفنان بلاسم عن غيره من المصممين اوفناني التشكيل العراقي هي نظرية الفراغ بالعمل الفني فكان مؤمنا بها جدا ودائما ما تجدها في تصاميمهسواء في المجلة او في الكتب التي كان يصممها في مطبعته اكد للفنونوتعمقت نظرية الفراغ بعد نيلهالدكتوراه لانه كان يدرس منطلقاتها لطلبته في كلية الفنون الجميلة.

تعرض بلاسم الى موقف مؤلم حين توفت زوجته التي كان يحبها كثيرا.وظل متعلقا بها على نحوغريب..حتى انه نشر صورة له امام منزله وهو ينظر الى بيته الذي خلا من ملكته على حين غفلة والحزن يعلومحياه وكان يوحي للناظر انه لم يستمر طويلا في حياته وكأنه فقد الامل بكل شيء ولابد ان يغادر..وظلالحزن يغلي في قلبه ومخيلته ولم يتحمل فراق الحبيبة والزوجة الغائبة فلحق بها على عجل..وكأنه يقولالدنيا التي ليس فيها الحبيبة لاتستحق ان نحيا فيهاوهكذا كان.. فغادرنا بلاسم بنقائه الجميل ووجهالباسم ومحبته للناسالرحمة والغفران لصديقي العزيز بلاسم محمد.

(Visited 34 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *