وسام رشيد
الإطار التنسيقي نجح بحصد غالبية المقاعد في المحافظات الوسطى والجنوبية ابتداءا من بغداد إلىالناصرية باستثناء البصرة كونها حالة خاصة استثنائية الناس صوتت هناك للتجربة الناجحة وكانلتصميم 13 مقعد وهي النصف +1 وهذا يعني ان الحكومة في البصرة ستتشكل دون الحاجة إلى أنالتحالف مع الإطار التنسيقي الذي يضغط على العيداني لأجل إصدار تصريح صحفي بأن تصميم هو جزءمن التحالف أو جزء من الإطار التنسيقي وهذه الخطورة بالتعامل مع الملفات تحتاج إلى وقفة.
الفوز في الانتخابات لا يعني نصراً نهائيا والتعامل معه على هذا النحو يحمل نوع من الخطورة لان شريحةكبيرة أكثر من 25% من أبناء هذه المناطق من بغداد إلى البصرة هم غير مشاركون و ناقمون على الوضعالحالي ويشعرون بالتهميش وبالتالي هؤلاء لديهم أدوات من ضمنها الشارع وهذا سيكون معرقل لتنفيذ أيبرنامج حكومي سواء مركزي أو محلي في مجالس المحافظات في هذه المناطق لان الشارع لا يحتاج إلىاغلبية فمجرد خروج 10 الالف مواطن على سبيل المثال كفيل بتعطيل الماكنة العمرانية او تقويض مؤسساتالدولة في تلك المحافظة وعدم الاستمرار بوضع استراتيجية الحكم المباشر دون الاخذ بنظر الاعتبار هذهالفئة “التيار الصدري“وأعتقد ان ذلك سيكون خطأ يجر وراءه تبعات قد تعرقل الاستمرار في الاستقرارالسياسي فربما نذهب إلى مشاكل كثيرة قد يزداد أو يضرب فيها السلم الأهلي في هذه المناطق وبالتالي هوتحدي كبير أمام هذه الكتل.
هناك نقطة أساسية يجب أن يلتفت لدي لها الإطار التنسيقي هي التيار الصدري غير ممثل في المجالسالمحلية التي هي على تماس تمام مع مصالح الكثير من اعضائه، وهذا يعني العودة إلى المربع الأول ممايشكل خطر آخر على اللجان الاقتصادية والمؤسسات التي تمول جانب كبير من المؤسسات المرتبطةبشخصيات مؤثرة ومهمة في التيار.
عدم قدرة الاحزاب الفائزة في تبني منهج وجيل يتعايش مع الواقع الجديد يختلف عن عام 2006 يؤشرانعدام النضج في فهم متطلبات هذه المرحلة والواقع، وهو ملعب سياسي يحتاج إلى أدوات متجددة غيرالتي كانت عام 2004 وكيف سيتعامل معها غالبية الناس بما فيها المستقلين على أنها تحدي جديد ربماسيحمل معه ردود أفعال تتعدى الصدرين.
لابد من اخذ العبرة من تجربة الإئتلاف العراقي الموحد 2005 وما فيها من مسؤولية إضافية في تبنيسياسة استيعاب المختلف الخاسر او غير المشترك الذي يمثل غالبية الشعب العراقي، واعتماد سياساتتبعث على الاطمئنان وبعيدة عن تصورات ورغبات واندفاعات الحرس القديم للعملية السياسية، في حالادرك قادة الاطار ان التجربة الديمقراطية المتمثلة بالانتخابات لم تصل إلى مرحلة الوعي الكافي ولا يمكناعتمدتها كمعيار وحيد للتعامل مع القوى الأخرى المختلفة او المعارضة او المنسحبة.