الحب !! هل نحتاجه. .. كي نستمر ام نستقر ؟؟؟!!! عماد جاسم

الحب !! هل نحتاجه. .. كي نستمر ام نستقر ؟؟؟!!! عماد جاسم

كتب : عماد جاسم

سيفتح هذاالموضوع باب التأويل والاستنتاج والقراءة النمطية ، لذا يتطلب ان اقول في البدء انه محاولة موضوعية تستند لإعادة بحث هذا الشعور وفق معطيات اكادمية وكتب تناولت المحبة بمعناها الانساني الشمولي العابر لتلك المحددات التي تفسد قدرات الاستنباط !!
اذ يذكرنا الدكتور فارس كمال نظمي في كتابة المهم ( الحب بين الفلسفة وعلم النفس ) بالفهم الأفلاطوني : ان الحب ينتقل من حب الاجساد الجميلة الى حب النفوس الجميلة ، ثم الى حب المعارف ، حتى ينتهي المطاف الى حب الخير الاسمى ،،،مشيرا ايضا ان له ارتباط عضوي وثيق بنظريته للمعرفة ،،،.
فالحب وفق هذه النظرة مكمل ضروري لضروريات انتاج المعرفة وباعث لترسيخ القيم النبيلة ،، وما نحتاجه هو التسليم بحتميته في وجودنا ،، انه يمنح لمسارنا تعضيد نفسي ودافعية عالية ،، هل لنا مثلا ان نتصور قيمة ان تعمل في مناخ عمل تتشاطر فيه الحب ؟؟!! او لنقل تؤدي عملا تحبه ،، تشترك مع صناعه في محبته !! تسعى للخير الاسمى في أهداف محبة !! هل لنا ان نتصور ان من نختلف عنهم دينيا وعقائديا وحتى فكريا هم محبين ونحن معهم قادرون على تعظيم المشتركات الانسانية ؟؟!!
يشير العالم ماسلوا الذي وضع نظرية الحاجات الى ان ثمة متطلبات من الاكتفاء البيولوجي والنجاح العملي تؤدي بعد ذلك الى احترام الذات وبعدها محبة الناس والعطاء الذي سيولد السعادة التي هي الهدف الأكبر للفرد ،،
الحب بمعناه العميق ،، هو الصعود الاسمى لمرتبة العارفين ،، هو استنطاق السر الكامن فينا ،، لايمكن اختصاره بعلاقة ثنائية تتعلق بها اللذة الانية على أهميتها ،،، لكن بفهوم السعادة والرضا والفعل الجوهري يتعدى تلك اللحظات العابرة نحو الاستدلال الى قيمة الحب المثلى في استعادة شرطنا الانساني وقوة التسامي الذي يفرضه الشعور الجمعي بالمحبة وتحجيم تلك الفوضى المبتكرة والعصبية من الاختلافات ،،، انه الطريق الى الله ،، وامتلاك ناصية الفهم الاخلاقي للتسامح وتجسير التواصل مع معتنقي الأديان والتوجهات ،،،
اعتقد ايضا انه الوسيلة المثلى للامان ،،، فما ان تشعر بقسوة الوجود حتى يأتيك صوت صديق محب او ذكرى لنفس شفيفة لتضعك في حقل ألامان مسورا بمباركة روح المحبة العظيمة والتفاهم المثمر ،،،
ولعل احساسنا بالعجز من امتلاك فلسفة الحب وعصاه الساحرة هو خنوع لاذلال العجز والخيبة ،، لا ننكر ان عالمنا مختنق بالغايات الذاتية والمشاعر الاستهلاكية ، لكن لذة اكتشاف المحبين هو بمثابة امتلاك وطن !! ومم المهم ابعاد فكرة البحث عن الصفات الشبيهة في الخليل والذي نهوى ونتمنى ،، لكن الأكثر جدوى هو تحرير أنفسنا من وهم امتلاكنا الصفات المثلى وان المختلف هو الاخر الأكثر بعدا ،،، هذه دعوة لقراءة أنفسنا وتفعيل الروح التضامنية التي اختفت بفعل صعود الذاتية وغياب التامل المعرفي !!!

(Visited 6 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *