تقترب الحكومة والإطار التنسيقي من عزل مجموعة الفصائل الاربعة التي تدعي “مقاومة” القوات الامريكية، وكشفت مؤخرا عن هويتها وأبرزها كتائب حزب الله. وباتت بالمقابل تلك الفصائل، شبه متأكدة، بان الهجمات الامريكية التي استهدفت مقاتليها والبنية التسليحية، جرت باتفاق سابق مع بغداد. ولذلك تتوقع بعض المعلومات المتوفرة، عن احتمال تصاعد الازمة في الداخل، بان تدير تلك المجاميع اسلحتها ضد الحكومة والقوى الشيعية.
وبدأت الفصائل التي تنضوي تحت مايسمى بـ”المقاومة الاسلامية” في رفع درجة التأهب خوفا من استهداف الزعامات والقيادات. ويشير المقرب من الفصائل الى ان بعض “تشكيلات المقاومة بدأت تشك في نوايا الحكومة وقد تصنفها على انها متعاونة مع امريكا وبان الهجمات كانت منسقة”.
، ان المجموعة التي تدعي المقاومة “لا تبدو منسجمة مع بعضها، وغير متفقة على صعيد الإستراتيجيات العسكرية والسياسية”.
ويضيف نتابع للشأن العراقي ان هذه التنظيمات “مختلفة في التوصيف والتعامل مع وجود القوات الامريكية في العراق، والتي هي في الاساس موجودة وفق اتفاقية الشراكة التي وقعها العراق في 2008”.
ويشير مراقب الى ان وفق اتفاقية الشراكة “يسمح للولايات المتحدة ان تدافع عن قواعدها العسكرية التي تضم مستشارين بدعوة رسمية من الحكومة اثناء ظهور داعش في 2014”.
وتابع قائلا: “تشكل التحالف الدولي على ضوء محاربة داعش، وبحسب قواعد الاشتباك فان تلك القوات سوف ترد للدفاع الذاتي ضد الهجمات التي تنفذها مجاميع مرتبطة مع إيران وتتبنى الحرب ضد الوجود الامريكي في العراق والشام واليمن”.
وفي الداخل يرى الباحث في الشأن السياسي ان “الرأي العام العراقي يدرك وجود انقسام بين الفصائل، حيث هناك 32 مجموعة مرتبطة مع إيران من أصل 74، وهي تقوم بتطوير قدراتها الصاروخية والمسيرات كما شاهدنا في القصف على جرف الصخر وفي كركوك، وكذلك تطور نوع الهجمات على الولايات المتحدة”.
ويرى دبلوماسي سابق، ان الانقسام بين الفصائل واضح خاصة بين عصائب اهل الحق (بزعامة قيس الخزعلي) وكتائب حزب الله، مبينا ان “عددا من التنظيمات الراديكالية في الإطار لا تتفق مع إستراتيجية شن الحرب على التحالف الدولي ماعرض العصائب الى انتقادات من كتائب حزب الله”.
وكانت مراكز دراسات غربية، اعتبرت ان كتائب حزب الله “تسخر علناً من “جبن” عصائب أهل الحق” بعد أن سعت “عصائب أهل الحق” إلى وقف الهجمات الخطابية. وقالت تلك المراكز ان كتائب حزب الله “وجهت اهانة علنية لاذعة الى عصائب اهل الحق” بعد الهدنة الاخيرة مع الولايات المتحدة والتي استؤنفت الاحد الماضي.
ويرجح رئيس المركز العراقي للدراسات ان هذه التناقضات بين الفصائل “قد تتحول الى تناقضات عميقة تؤثر على الخيارات العسكرية لمواجهة الولايات المتحدة”.