وسام رشيد
لم يستعرض منذ سنوات حجم الفساد والتجاوز على المال لشخصيات سياسية وقيادية ورؤساء كتل وأحزاب ونافذين وذويهم ومقربين حتى الدرجة الرابعة، والتضخم الواضح في ثرواتهم والتي تبرز في عدة صور ومشاهد داخل وخارج العراق، كشراء الفنادق والزيجات المتعددة من شخصيات فنية معروفة، والأراضي والمنتجعات السياحية، والمولات الضخمة، والبنوك الخاصة برؤوس اموال ضخمة، ومؤسسات إعلامية وفضائية وأساطيل من المركبات الفارهة.
ليست هناك ماكنة إعلامية موجهة لفضح تلك الشخصيات المتجاوزة والتي اثرت على حساب الموازنات النقدية للبلاد سواء في الوزارات او مجالس المحافظات، وعبر عشرات اللجان الاقتصادية المنتشرة في بغداد. المحافظات، هذه اللجان مهمتها تقاسم المقاولات والاستثمارات والاراضي والميزانيات والاعمال الخاصة بالجهد البلدي والصيانة الى طباعة الكتب واستيراد قلم الرصاص، كل تلك المهام تختص بها اللجان المشكلة بتفاهمات سياسية، وعلى طريقة المحاصصة السياسية يتم توزيع الثروات فيما بين اعضائها، وحسب حجم الكتلة السياسي ونفوز الحزب المعني، وقدراته العسكرية (المليشياتية) وحضوره الاعلامي، ونفوذه وسطوته الشعبية.
ولا يمكن إستعراض هذه الحقائق إعلامياً وفضحها والمبالغة في وصف ما بحوزتها الا بحال خروج تلك الكتلة عن السياق السياسي المتفق عليه، وهي طريقة تدل إن كثير من الأدوات الاعلامية اصبحت رهينة وممولة تتبع لقوانين تلك اللجان وتخضع لإرادة الكتلة السياسية الممولة أو المالكة او الراشية لبعض المنصات غير المهنية.
المتتبع لحركة لإستطلاعات الإعلام خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي يؤشر بشكل واضح ان عمليات ممنهجة تشن بين فترة وأخرى لشخصيات محددة بعضها تملك ملفات غنية بالفساد فعلياً والبعض الآخر ليس لها في هذه السرقات والاستحواذ على المال العام شيئاً، والهدف منها الابتزاز السياسي، من خلال تسخير شخصيات اعلامية مهمة ومعروفة يتفاعل معها الجمهور ويتعاطف إيجابياً.
وهذه الطرق هي محاولات للضغط ولتوجيه تلك الشخصية السياسية بإلمسارات المرسومة المراد ان لا يخرج عنها.
وبعض الاحيان يتم استخدام الأجهزة الرسمية للدولة التي تغض النظر عن صفقات الفساد الكبرى في ملفات الاطعام للجيش العراقي، او التسليح او الطاقة وجولات التراخيص والنفط والكهرباء.
باتت هذه الاساليب هي سلاح فعال تستخدمه الشخصيات السياسية مع خصومها التقليديين او المؤقتين في مواقف سياسية محددة او مرحلية، وهي وسائل ردع او إنتقامية في غالبيتها، تاخذ من شعار او غطاء النزاهة عنواناً عريضاً يتغنى بحب الوطن والمواطن.