مواطنون على الورق / علاء الخطيب

مواطنون على الورق / علاء الخطيب

علاء الخطيب

يتبادر الى الذهن دوما سؤال يكاد يكون واحد من اصعب الاسئلة ، هل الحصول على الجنسية لبلد ما. يجعلك مواطناً  حقيقياً، وهل  تشعرك الاوراق بالانتماء، وتحدد هويتك؟

لا زال الجدل  محتدماً بين كثير من الناس حول الهوية والانتماء والاوراق الثبوتية، فهناك من يقول ان  الحصول على جنسية  بلد ٍ ما سيجعلك مواطناً ضمن القانون لك كامل الحقوق .

بالتأكيد هذا الرأي صحيح تماماً ، ولكن الحقوق تتوقف عند بعض الحدود .

وهنا الحد الفاصل بين المواطنة على الورق وبين المواطنة بالهوية والانتماء.

وربما  ما حصل  في  بطولة كأس العالم  الاخيرة للفريق الفرنسي الذي خسر المباراة النهائية ، والتعليقاتالعنصرية  التي طالت ثلاثي المنتخب الفرنسي أوريليان تشاويميني، وكينغسلي كومان، وراندال كولومواني.

فقد أضاع كومان وتشاويميني ركلتي ترجيح في مباراة النهائي أمام الأرجنتين، في حين أهدر مواني فرصةتسجيل هدف في آخر دقيقة من المباراة ذاتها، فتعرضوا لأقذع الانتقادات والحملات العنصرية التي شككتفي انتمائهم وقد امتلئت مواقع التواصل  بالاساءات لهم وصوروهم  كقروض  وحيوانات.

ورغم انهم مولودون في فرنسا  و يحملون الجنسية الفرنسية، إلا ان هذا لم يشفع لهم.

وتعود النغمة ذاتها اليوم في خضم احداث غزة ، فقد تعرض النجوم العرب والمسلمين لحملة عنصرية مقيته، فقد طالب مسؤولون فرنسيون  منهم وزير الداخلية واعضاء برلمانيون  و قسم من الجمهور الفرنسيبسحب الجنسية عن كريم بن زيما  النجم الفرنسي الجزائري الاصل المولود في مدينة ليون الفرنسية ، كما  طالبوا بطرد  النجم الجزائري الاصل يوسف عطال لانه نشربوستاً  دعم فيه فلسطين.

كما ان هناك حالات حدثت لاشخاص عاديين في  السويد. وسحبت عنهم الجنسية ، ووصل الامر ان وزيرةالهجرة  السويدية ماريا مالمر ستينرغارد التي  طالبت بشكل رسمي من  ممثلي أحزاب ديمقراطيي السويدSD، والمسيحي الديمقراطي KD، والليبراليين L، في صحيفةإكسبريسن  بطرح  مقترح في البرلمانيقضي بسحب الجنسية في حالات معينة، لحماية المواطنة وجنسية البلاد كما تقول .

وحدثت مثل هذه الحالات في بريطانيا كذلك ، كل هذا يشير ان المواطنيين الاوربيين ذوي الاصول الاجنبيةهم مواطنون على الورق فقط.

فالجنسية  رابطة قانونية وليست رابطة دم  او وجدان.

لهذا ربما يحمل المرء اكثر من جنسية فهو مواطن في اكثر من بلد، ولعله يستطيع اكتساب جنسيات اي منخلال الاستثمار او السكن او لاي سبب ما ، لكنه في النهاية لا يستطيع  تغيير انتمائه .

  وما حدث لكريم بن زيما وغيره يثبت بالدليل. القاطع ان المواطن الورقي هو مواطن  قلق ، بلا جذور ، مهماحصل على مكانة وامتيازات كبيرة .

(Visited 53 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *