أخوة يوسف  وسـام رشـيد

أخوة يوسف وسـام رشـيد

وسام رشيد
في هذه اللحظات يذبح شعب كامل بلا ماء، ويموت الأطفال تحت تحت جدران بيوتهم بعد 11 يوم من القصف الوحشي.

شعب لا يملك سوى الأمل بنصرة إخوته الذين يحيطونه بالملايين عاجزين عن إيقاف المجزرة. ينشغلون بالتكهنات وتخمين المؤامرات والخروج بالتظاهرات بظل علم الصهيونية في القاهرة وعمّان وأبو ظبي.
إنشغل العرب بتحليل الحدث وتنبؤ السيناريوهات المحتملة، والتساؤلات عما قد أصاب الفلسطينيون بشنهم الهجمات أم إنها حماقة وتطرف وحرب بالنيابة والصواريخ الإيرانية، ونسوا قنابل السيفور التي احرقت ثلاثة عشر الف إنسان في مدن غزة المحاصرة من قوات النخوة والشهامة العربية شرقاً وغرباً.

لم يجني شعب غزة سوى المزايدات عبر مئات البيانات المنددة بالعدوان، وبعضها يتوعد بردة فعل لا تتجاوز المزايدة فمثلا:
ماذا لو دخل الاسرائيليون غزة..!
ماذا لو استمر ذبح الفلسطينين وأطفالهم حتى النهاية، واستباحت عصاباتهم المجرمة البلدات في غزة..!
ماذا لو إجتاح الصهاينة جنوب لبنان ودمروا قدرات حزب الله الصاروخية..!
ماذا لو استمر العدوان على سوريا لأشهر أو سنوات واحتلت اسرائيل جزء من الاراضي العربية هناك، واستمرت بقصف المنشآت كما تفعل اليوم بالمطارات السورية..!
ماذا لو هجرت إسرائيل الفلسطينيين الى سيناء..!
ماذا لو إصبحت سيناء كياناً مستقلاً ينسلخ عن مصر لتجمع فيه شتات الفلسطينين بدلاً عن موطنهم الأصلي ..!
هل سيتحول الموقف العربي من الكتابة على المواقع الالكترونية الى قرارات حرب وصواريخ وجيوش ..!
وهل سيهب من ندد واستنكر لنجدة الأبرياء عبر مصر او جنوب لبنان أو سوريا والجولان..!
وهل سيستغني عن أمواله ليرسلها لمن يحتاجها في مواقع النزاع..!
هل سيشارك من يدعي العروبة ويُسوِق العنتريات في شاشات التلفزة في هجمات ضد مصالح الدول الساندة للغطرسة الصهيونية..!
أم ستظل مجرد مزايدات إعلانية للتغطية على دكتاتوريتهم وعمالتهم جرائمهم وخذلانهم وفسادهم وإبتزاز بعضهم وانفعالات البعض الآخر السطحية وكَذبهم.
الجواب جاء سريعاً من رئيس إكبر وأهم دولة عربية بالمنطقة وهي مجاورة لمنطقة النزاع اذ قال :
اذا كانت إسرائيل تريد تهجير الفلسطينيين من غزة فليكن الى صحراء النقب بدلاً عن مصر، وإعادتهم بعد القضاء على الجهاد الاسلامي وحماس.
هذا تصريح وإذن مباشر للكيان الصهيوني بمواصلة عملياته في غزة من رئيس دولة عربية كان ينبغي له ان يكون بموقع المدافع عن حياة الآلاف الذين استشهدوا منذ السابع من اكتوبر الجاري.
فما بالك بمشايخ الخليج وامراء النفط المحتكر لصالح الشركات الاجنبية وهي التي تدير عجلة الاقتصاد في الخليج العربي برمته.
التعويل على ايران وحزب الله يخضع لحسابات المصلحة ايضاً، فلا يمكن رهن مصير غزة وايقاف قتل الاطفال بمصالح اقليمية لدولة تبحث عن مخرج لحصار خانق ارهق كاهل مواطنيها ووضعها امام خيارات صعبة فضلاً عن زعزعة الوضع الداخلي لمواطنيها.
في الأثر الاسلامي لبلاد العرب درس بليغ بحادثة يوسف الصديق ونكران إخوته وخذلانهم، ولا عجب ان تتكرر مرات ومرات، فهي مشاهد حيّة نعيشها الان بألم وخوف وقلة حيلة وقلة الناصر مع كل ساعة تسقط فيها قذيفة او صاروخ ليدفن معه عشرات من العزّل بكل احلامهم وطموحاتهم وبرائتهم.

(Visited 31 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *