من متابعة وتحليل للأحداث التي تجري في العالم
والمؤشرات الاقتصادية التي يصدرها البنك الدولي
وصندوق النقد الدولي فإنني أتوقع انهيارا اقتصاديا
عالميا خال عام 2021 يعزز ويعمق الانكماش
الاقتصادي الذي من المتوقع ان يصل الى % 4.4
بالسالب للعالم باكمله واتوقع ان يزيد هذا الانكماش
وتزداد حدته للأسباب التالية :
اولا: الفايروس لن ينتهي خال عام 2021 بل من
المتوقع مواجهة سالات جديدة من الفايروسات تضرب
العالم مجددًا وتنتشر شيئا فشيئا من بريطانيا الى
أوروبا والولايات المتحدة ودول المنطقة العربية وتمتد
الى العالم باكمله.
ثانيا : دول العالم باكمله تواجه انكماشا اقتصاديا قاسيا
وستتجه معظم هذه الدول للاستدانة وبالتالي زيادة
الدين وهذا يعني عبء مالي كبير على الأجيال القادمة
وهذا بدوره سيحد من النمو الاقتصادي بالعالم برمته.
ثالثًا : القطاع الصحي في العالم باكمله اثبت عجزه
وقصوره في التعامل مع مثل هذا الفايروس رغم
اكتشاف عدد من اللقاحات وبالتالي ربما سيظهر
الهلع والخوف والقلق من الإصابات المتزايدة وأعداد
الوفيات الكبيرة بالعالم باكمله وهذا سيزيد من حالة
عدم اليقين والتي تعني ضبابية في الطلب والعرض
على السلع والخدمات وهذا يعني مخاطر كبيرة جراء اي
استثمار لأصحاب رؤوس الأموال.
رابعًا : من المتوقع ان يؤثر ذلك مجددا على البورصات
العالمية والعربية بشكل سلبي وعلى تراجع كبير في
أسعار النفط ولكن ليس بنفس التراجع الكبير الذي
شهدناه في شهر نيسان من العام الماضي، كذلك
ارتفاع كبير بأسعار الذهب كماذ آمن للاستثمار .
خامسا: سيستمر القطاع السياحي بتراجعه وجموده
خال عام 2021 ، وكلنا يعلم ان العديد من الدول
تعتمد على القطاع السياحي كمصدر مهم للعملة
الصعبة والإيرادات وهذا لن يتحقق خال العام القادم
فمثا دولة مثل تركيا او البرازيل او لبنان او مصر كشأن
معظم الدول ستتضرر بشكل كبير من تراجع القطاع
السياحي وسيستمر التراجع أيضا في قطاع الطيران
وسيحقق خسائر كبيرة جراء عدم الإقبال على السفر
خوفًا من الفايروس. للاسف الصورة سوداوية وهنا
أود ان اسجل اختلافي الكبير مع صندوق النقد الدولي
الذي يظهر بمؤشراته ان العالم سيتعافى بشكل سريع
وإيجابي % 3 خال عام 2021 أتمنى ان اكون مخطئا
لكنني اجد ان ما تحدثت به واقعيًا ضمن منظومة
عالمية عاجزة عن مواجهة الفايروس وعاجزة عن
تقديم حلول اقتصادية مقنعة خال المرحلة القادمة
تنقذ الشعوب من الجوع والفقر والتعطل والضياع.
قوى العالم ستتغير واعتقد ان الصين ستتربع على قمة
العرش كأقوى قوة اقتصادية في العالم وستتجاوز
الولايات المتحدة أشواطًا كبيرة بسبب نجاحها في
التعامل مع الفايروس وقدرتها الهائلة في التعامل مع
الفايروسات القادمة ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا
هل العالم سيفكر بأنماط جديدة من شبكات الأمان
الاجتماعي لإنقاذ الشعوب وهل نحن مستعدون للتفكير؟
نأمل ان نجد من يفكر بهذه المفردات فعراقنا ليس
بقاصر ولأبناءه عقول وأفكار كانت ولازالت محط ثقة
ببلدان متقدمة.
لاتعافي والعالم يسير الى إنهيار اقتصادي في 2021
(Visited 3 times, 1 visits today)