أيام معدودة و تهل علينا ذكرى مولد سيد الخلق محمد صلى الله عليه و سلم وككل سنة يتحفنا البعض علىمواقع التواصل الاجتماعي بفتاويهم المحرمة للإحتفال بمولد الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم و اعتباره بدعة و جريمة سوف نعاقب عليها أشد العقاب إن لم ننته عنها، تهمة ترافقنا في كل سنةو نتهم بالخروج عن الصراط المستقيم و عن الملة لمجرد أننا نعبر عن فرحنا و ابتهاجنا بذكرى مولد نبيناعليه أفضل الصلاة و التسليم
و حجة هؤلاء ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده ولا صحابته والتابعين من بعدهم و هم يعلمونأن الصحابة و التابعين كانوا يعيشون بالإسلام و بما جاء به رسول الله صلى الله عليه و سلم في أبسطتفاصيل حياتهم حتى بعد وفاته و لم يكونوا في حاجة أن يذكرهم أحد بخصال النبي و لا بأوامره و سننهأما في أيامنا فقد غابت سيرة الرسول الأعظم عن مناهجنا الدراسية و حياتنا اليومية و حتى مسلسلاتنا وافلامنا و غزتنا حضارات و عادات و سلوكيات لا تمت لديننا الإسلامي الحنيف و لا لهويتنا العربية بصلةلا من قريب و لا من بعيد.
أعياد بمسميات مختلفة غريبة عنا و عن هويتنا تعلق فيها الزينة على واجهات المحلات الإسلامية و يتهافتعليها العرب المسلمون و كأنها من دينهم وتراثهم و حضارتهم و أصبح من لا يحتفلون بها من الرجعيينالكارهين للانسانية و التسامح احتفالات و أعياد أصبحت بينها الهوية العربية الإسلامية غريبة في أرضهاو وطنها و أصبحت التعاليم الدينية حكرا على بعض العائلات التي تتمسك بها اما المجتمع فيشهد بعداواضحا عن ما جاء به سيدنا محمد و امها الاخلاق.. فلماذا لا نحتفل بمولده و هو الأحق بأن يذكره مجتمعناالإسلامي و في عصر تشتت فيه الهوية و الانتماء و أكبر دليل على ذلك أنك لو طلبت من مجموعة من شباباليوم أن يصفوا لك رسول الله صلى الله عليه و سلم أو يذكروا نسبه و إسم والده و جده و أمه فلن تجد فيأجوبة معظمهم ما يسرك أبدا بل سوف تجدهم يحفظون تفاصيل مشاهير كرة القدم و مشاهير الغناء والتمثيل عن ظهر قلب.. سوف تجدهم يحفظون أسماء ٱبائهم و الشوارع التي ولدوا فيها و أكلاتهم المفضلةو لكنهم قد يجهلون تماما أحب الألوان لرسول الله أو أحب الطعام إليه.
الإحتفال بالمولد النبوي الشريف ليس بدعة أبدا بل هو تذكير للمجتمع بخصال رسولنا الأعظم صلى اللهعليه و سلم في ظل اختفاء واضح للمظاهر الإسلامية هو ليس عبادة من الدين بل هو تعبير عن حبنا وفخرنا بالانتماء لأمة حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم و كيف يريد منا من يعتبرون هذا الإحتفال بدعة أنلا نحتفل بمن احتفلت بمولده السماوات و الأرضو أن نذكر أنفسنا و أهلينا و أحبابنا بخصال رسول اللهصلى الله عليه و سلم أن نمدحه و نعظم قدره أن نتبادل الحلويات و أن نتذكر الفقير منا فنضرب له بسهممنها أن نحتفل و نفرح و نحبب أطفالنا بهذه المناسبة في نبيهم أكثر عن طريق الابتهاج و الفرحة بمولده دون مخالفات شرعية أن نحتفل حبا و تقديرا و تعظيما للمولود الذي كان مولده رحمة للعالمين أليس كل هذامحمودا ؟ فأين البدعة إذا؟ إذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام قد خص يوم الاثنين بالصيام و قال “ذلكيوم ولدت فيه” إذا البدعة يقول بها من لا يرى في ديننا فسحة و لا في مولد نبينا نعمة تستحق أن نفرح بهاو نشكر الله عليها. من لا يريد أن نصدح بالصلوات عليه كلنا في ذلك اليوم العظيم.
لا يعرف قدر المولد النبوي الشريف إلا من عرف قدر المولود العظيم و قدر رسالته التي جاء بها إذا و بعيدا عنفتاوى أصحاب الأفق الضيق كل عام و نحن جميعنا بخير يا أمة الإسلام، كل عام و كل لمحة و نفس و نحننهيم شوقا بنبي الرحمة و كل عام و نحن لله و رسوله أقرب يا من بحب المصطفى قد أولعوا زيدوا عليه منالصلاة و أكثروا يكفيك فخرا يا محب محمد أن المحب مع الحبيب سيحشر.
كل عام و أمة الإسلام فرحة بمولد رسولها الكريم صلى الله عليه و سلم و كل عام و أنتم بألف خير.
