حسين فوزي
لماذا التربوية في مدرسة خاصة تلتقي ذوي الطالب بابتسامة واسعة وصوت ناعم ترد تحيتهمواستفساراتهم بدون تذمر بترحاب، وهي حريصة على مستوى طلابها أكثر من حرص أهله، لأنه بعضضمانة استمرارها في الوظيفة.
التربوية نفسها عندما تتعين في مدرسة عامة تكاد ترد على تحية ذوي الطالب، وتتثاقل في الرد علىاستفسار ذويه، كأنها “حريصة” على أسرار الدولة!!؟ وقبل هذا تدعو طلابها لأخذ دروس خصوصية!!؟
الشيء نفسه عندما تتعامل مع مصرف من القطاع الخاص، مودعاً او ساحباً أو مقترضاً، تُعامل بكل لطفوابتسامة عريضة. بينما عند تعاملك مع موظفي مصرفي الرافدين والرشيد كأنك تستجدي، وأول ما تلاحظهعدم وجود أية سلال للمهملات، وعاملة النظافة “الكادحة” في ركن من المصرف منشغلة بهاتفها المحمول عنعملها.
أما بالنسبة لبقية الأسرة المصرفية فهي في أحيان كثيرة في حوارات جانبية أو عبر المحمول أو يتناولونالطعام، وإذا ما كانت أية معاملة مصرفية حتى بالسجلات العثمانية عندنا، لا تحتاج لأكثر من 10 دقائق،فهي تستغرق 30 دقيقة، واصوات الأسرة المصرفية عالية كأننا في “سوق الهرج“، فيما لا تسمع فيالمصارف الخاصة “دبيب” النملة!!؟
المواطن أينما يذهب في المؤسسات العامة، طبية، مصرفية، أو أية جهة أخرى، يتم اشعاره بالدونية والتسلط،على عكس معاملة القطاع الخاص الذي يشعرك بأنه في خدمتك وحريصين على راحتك وبذوق!!؟
لماذا هذا التعامل المتعالي والمتشنج من قبل الموظف العمومي للمواطن؟ الم يكن يجاهد للتعيين في وظيفةبالدولة؟ أفليس الوظيفة العمومية، من أعلى سلم الدولة إلى أدناها، مكرسة لخدمة المواطن، ويردد المسؤولون“إننا خدم الشعب“؟! كيف تتجلى خدمة الشعب إن كان الطبيب والممرضة والمصرفي والمعلم ينهر المواطن،سواء أكان عميلاً أو مريضاً أو ذا طالب أو مشتكي أو مشتكى عليه؟
ولا أعرف كيف أن الطبيب في المستوصف أو العيادة الاستشارية العمومية يستقبل أكثر من مريض في وقتواحد، وفي أحسن الأحوال فهو يعاين مريضه والباب مفتوح؟؟ أين هي الخصوصية وسرية الحالة الصحيةللمريض أهي من واجب القطاع الخاص وحده؟!؟
مع الأسف الشديد أن جمهرة كبيرة من الموظفين العموميين، سواء بوعي منهم أو بدونه، يرون أن راتبهم هوحصتهم الشهرية الناقصة من النفط، وهم يصبون جام غضبهم على المواطن؟
قد لا ينطبق ما ذكرته على جميع الأطباء وبقية الموظفين العموميين، لكنه السائد، والمواطن حين يتوجهلإنجاز اية معاملة، حتى إن كانت إيداعه مالاً أو سحباً مصرف للدولة، كل ما يرجوه أن تمر معاملته بدونمنغصات مزاج الموظف أو الموظفة أو تكاسلهما. أما إن كان مقترضاً فهو بحاجة إلى ما “يرضي” الموظفوليس الضوابط؟ مع هذا نتحدث عن جذب الاستثمار والحوكمة؟
لماذا هذه المزاجية في التعامل والتشاغل عن أداء الواجب، أهو بسبب أن القطاع الخاص قادر على رفضوإنهاء خدمة الموظف، فيما الموظف العمومي يشعر بأنه ثابت في عمله وليس لسوء تعامله مع المواطن تأثيرعلى توظيفه!؟
متى نثبت معايير أداء للتعامل مع المواطن في حفظ كرامته ووقته وعدم تعكير مزاجه بمزاج موظفينمتقاعسين أو فاسدين؟
