مستقبل العلاقات الدولية في الشرق الاوسط بعد الممر الهندي العربي  متغييرات وتنافس

مستقبل العلاقات الدولية في الشرق الاوسط بعد الممر الهندي العربي متغييرات وتنافس

كتب المحرر السياسي المستقل 

فجرت قمة العشرين  G20 المنعقدة في العاصمة الهندية، وعلى لسان الولايات المتحدة  مفاجئة من العيارالثقيل ، باعلانها عن مشروع اتفاق سيغير خارطة العلاقات في الشرق الاوسط .

الربط السككي بين الهند والمملكة العربية السعودية والامارات ، ويبدو ان واشنطن مهتمة كثيراً بهذا المشروعوتعتبره اهم المبادرات الرئيسية  التي تدعمها الولايات المتحدة.

وذلك لعدة اسباب : اولها  لقطع الطريق امام التمدد الصيني  او تحجيم دوره في الشرق الاوسط ، واختيارالهند لتكون حلقة الوصل ام يأتي اعتباطاًً  او دون دراسة  ، لكونها القوة الثانية بعد الصين وجعلها فيمواجهة مع الصين من بوابة الاقتصاد، وستدافع الهند بكل قوة عن المشروع كونها سيصبح عصب الحياةبالنسبة لها، سيما  سيستفاد من الخبرات الهندية  ويروج  لبضاعتها وتجارتها .

وثانيها : للضغط على ايران وافشال مشروعها في الربط السككي بينها وبين العراق  الذي اعلن عنه مؤخراً ،وهل يعني ان العراق خرج من المعادلة السككية والتحقت به ايران!!!!   .

وثالثها : تقول الدوائر القريبة من الرئيس الامريكي ، ان بايدن. يسعى ان يختم فترته الرئاسية بتوقيعاتفاقية تطبيع بين المملكة العربية السعودية واسرائيل ، خصوصا ً وان الانتخابات الامريكية على الابوابالعام المقبل .

واذا ما حدث التطبيع بين الرياض وتل ابيب سوف تكون اسرائيل في قلب المشروع  .

وسينعكس هذا على طبيعة العلاقات في الشرق الاوسط .

  ان الممر الهندي العربي المتوسطي سيكون نقلة نوعية في الارتباط الاستراتيجي بأوروبا

وسينهي مشروع طريق التنمية وطريق الحرير وسيقلل من اهمية قناة السويس ، وكذلك سيثقل  كاهل بعضالدول هذا ما يقوله البعض .

ومن ناحية اخرى سيخلق الربط السككي معادلة جديدة  في الشرق الاوسط وستنعكس على شعوبالمنطقة  وسيكون هناك حرية و سهولة تنقل الافراد، و تنشيط حركة السياحة ونمو الاقتصاد ، ويزيد منانفتاح الدول  على بعضها، وسيشعل التنافس بينها ، وربما سيغير من سياسات بعض الدول الاقليمية،ويجعلها تتجه نحو التعاون والتواصل والتنافس  ، كي لا تبقى في عزلة .

وسيكون السلاح الاقتصادي هو الاكثر فاعلية .

ومن الجدير بالذكر ان مشروع الممر الهندي العربي  ليس وليد قمة العشرين وانما هو مشروع مخطط له منذاكثر من سنة ونصف  .

يقول موقعاكسيوس ” : ان فكرة المبادرة الجديدة  جاءت خلال المحادثات التي أجريت على مدى الأشهرالثمانية عشر الماضية في منتدى آخر يسمى I2U2، والذي يضم الولايات المتحدة وإسرائيل والإماراتالعربية المتحدة والهند.

وهذا يجعلنا امام تساؤل مهم ، أين العراق من هذه  المعادلة ، وهل كان على علم بهذا المشروع ، وهل كانمؤتمر طريق التنمية الذي عقد في بغداد  في 28-5-2023  ، والذي حضرته دول الخليج،  كرد فعل على هذهالخطوة ، وماذا بشأن ايران ، هل كانت هي الاخرى في سبات عن مخطط كبير سيهيمن على اقتصاد المنطقةأم ماذا ؟

إم ان البلدين على علم و ارادا  استباق الاحداث واعلنا عن الربط السككي بينهما .

وهل الصين داعمة ومتبنية لطريق التنمية ؟

واذا رجحنا هذا الاحتمال أي تبني الصين لمشروع العراق وايران الممتد الى تركيا ، فان هذا يعني ان  ان مايجري هو  تنافس وصراع صيني امريكي بادوات محلية .  لكن لابد من ان نسلم بحقيقة واحدة، وان ايرانوالعراق يعلمان بالمشروع الاخر .

  ومهما تكن الاسباب  ومع افتراض معرفة دول المنطقة من عدمه ، فان المستفيد في كل الحالات من التنافسالامريكي  الصيني  هم دول المنطقة، وكما يقال «مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد» .

والسؤال المطروح ، هل سيلغي مشروع الممر الهندي العربي مشروع الربط العراقي الايراني .

يذهب كثير من المراقبين ان المشروع الهندي العربي لا يؤثر على المشروع العراقي الايراني .

كون ان مشروع طهران بغداد هو اصلاً لنقل الافراد بالدرجة الاولى. ومن ثم البضائع من والى بغداد ، وانالممر العراقي الايراني. اقرب لتركيا ومن ثم اوربا من المرر الهندي العربي . لذا لا يمكن ان نقول ان المشروعالاخر المدعوم امريكيا ً سيستمر وكذلك المشروع العراقي الايراني سيتضرر او يسقط  .

  بما  سيتكاملان وربما نشهد ربط سككي بين العراق والخليج وبين ايران والخليج ،ومما يؤكد ذاك حالةالتوافق بين طهران والرياض بعد توقيع  اتفاقية الصلح. وتبادل السفراء.

فقد اصبحت الطريق ممهدة  لكتابة صفحة جديدة من العلاقات الدولية في المنطقة .   

Attachment.png

(Visited 28 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *