دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى الابتعاد عن أي ممارسات من شأنها تغيير التركيبة الديمغرافية لمدينة كركوك العراقية، من أجل الحفاظ على السلام في المنطقة، مؤكداً بعدم السماح بـ”زعزعة أمنها ووحدة أراضيها”.
جاء ذلك في حديثه للصحفيين على متن الطائرة، أثناء عودته من زيارة رسمية لمدينة سوتشي الروسية.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ان ” كركوك هي موطن التركمان، وهي منطقة تعيش فيها الثقافات المختلفة بسلام، ولن نسمح بزعزعة أمنها ووحدة أراضيها”، حسب قوله.
الموالون للأطراف العربية والتركمانية التي قطعت الطريق الرئيس الرابط بين مدينة كركوك وأربيل ، ونصبوا الخيم على الشارع منذ يوم 27 آب الماضي، بحجة أنهم يعارضون إعادة مقرات الحزب الديمقراطي الكوردستاني في كركوك والتي استولت عليها القوات العراقية خلال أحداث (16 أكتوبر 2017)، لم يتعرضوا لأي محاسبة من الحكومة المحلية او السلطات الامنية.
هذه التوترات التي حدثت السبت أدت إلى إعلان حظر للتجوال لمدة 24 ساعة، ليرفع الحظر صباح الاحد 3 من أيلول الجاري، لكن القوات الأمنية لاتزال متمركزة في الأحياء الكوردية بمدينة كركوك.
الكورد اعترضوا على الممارسات الاخيرة، المتمثلة بالسماح لجهات عربية، مدعومة من فصائل مسلحة، شوهد العديد منهم يحملون اسلحة أمام أنظار القوات الأمنية، بالتظاهر وقطع طريق أربيل – كركوك، ورفض تطبيق قرار رئيس الوزراء العراقي القاضي بتسليم الحزب الديمقراطي الكوردستاني مقراته في كركوك، وبالمقابل تم اطلاق النار الحي على المحتجين الكورد والحاق الاذى بهم، والتي اسفرت الرصاصات عن مقتل أربعة أشخاص واصابة أكثر من 15 آخرين.
وفد يمثل القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، زار كركوك يوم الاثنين (4 أيلول 2023)، والتقى فور وصوله إلى كركوك بقيادة شرطة المحافظة، وزار عوائل الشهداء وشارك في مجالس العزاء على ارواحهم.
الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، يحيى رسول، أعلن لشبكة رووداو الإعلامية، اطلاق سراح جميع المتظاهرين المعتقلين في كركوك، واصفاً ما يحدث في كركوك بأنه “مؤلم ومؤسف”، مشيراً إلى أن القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني “شكل لجنة تحقيقية عليا ستكون مسؤولة عن فحص كل الملفات والفيديوهات و(افادات) الشهود” فيما يخص أحداث كركوك.
الحزب الديمقراطي الكوردستاني، الذي يمارس نشاطه السياسي العلني في المحافظة منذ تغيير النظام عام 2003 كان قد بنى مقراً له من امواله عام 2012، تمت السيطرة عليه من قبل قيادة العمليات المشتركة التابعة للجيش العراقي في أعقاب أحداث 16 تشرين الأول 2017.
لكن المحكمة الاتحادية العليا، قررت إيقاف قرار القائد العام للقوات المسلحة العراقية، محمد شياع السوداني، بإخلاء مقرات العمليات المشتركة في كركوك، إلى حين حسم الدعوى المقامة، حيث جاء في نص القرار يوم الأحد (3 أيلول 2023)، إنه “بناءً على الدعوى المرقمة (213/اتحادية/2023) والطلب الذي تضمنته، المحكمة الاتحادية العليا تقرر اليوم الاحد المصادف 3/9/2023 ايقاف تنفيذ امر السيد رئيس مجلس الوزراء /القائد العام للقوات المسلحة المؤرخ 25 /8/2023 المتضمن (إخلاء البناية المشغولة حالياً من قبل المقر المتقدم لقيادة العمليات المشتركة في محافظة كركوك والاثار التي ترتبت عليه)، لحين حسم الدعوى آنفة الذكر المطالب بموجبها الحكم بإلغائه”.
المحكمة أوضحت أنها بقرارها تهدف إلى “الحفاظ على الأمن في محافظة كركوك وتغليب الوحدة الوطنية والتعايش السلميين والمصلحة العامة، قراراً باتاً وملزماً لكافة السلطات”.
(Visited 29 times, 1 visits today)