د.عادل جعفر
استشاري طب نفسي
قد يترك هذا المسلسل لمن يشاهده تساؤل !!. كيف يمكنه تجنب موقف مشابه إذا قرر البحث عن علاج نفسي. بينما نحن نعلم كأطباء نفسانيين أن الدراسات أظهرت بوضوح أن العلاج يمكن أن يكون مفيدًا بشكل ملحوظ للغالبية العظمى من المرضى وأن الحالة الموضحة في مسلسل
(The Shrink Next Door )متطرفة
عموما و بأختصار يعرض المسلسل عن ما يمكن ان يحدث اذا كان الطبيب صاحب شخصية سايكوباثية عبر افتراسه للمريض و جعل مريضه غير آمن … و انتهازه عن سابق اصرار وترصد وكيف تصبح العلاقة مرضية اكثر من ما هي علاجية!!.
في المسلسل يلعب Will Ferrell دور Marty Markowitz ، وهو انسان خجول وساذج ورث شركة نسيج شبه منهارة.
يبدو انه يعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي وصعوبة بناء العلاقات ..
لذلك تحثه شقيقته على الذهاب لرؤية طبيب نفسي أوصى به حاخامها. وهو الدكتور إسحاق هيرشكوف( يلعب الدور Paul Rudd) . في البداية يبدو الدكتور انه لطيف وحكيم يساعد مارتي على الخروج قليلاً من قوقعته. ولكن بعد ذلك يتضح أن الدكتور آيك هو شخص مناور يحب التحكم في حياة المرضى.
اذ يصل الطبيب المعالج الى ذروة الاستغلال والتقارب والازدراء والتلاعب بمريضه
وبمجرد أن أدرك الدكتور آيك أن مارتي ثري ، فقد وجد الجو المثالي له، فمثلاً طلب من مارتي ان يؤسس مؤسسة خيرية يعمل معه كشريك لكن التمويل من قبل مارتي فقط
لم يكتفي بذلك بل حصل على وظيفة في شركة مارتي كـ “عالم نفسي صناعي”
و زاد استغلاله لمارتي عندما عرف أن مارتي يمتلك منزلاً جميلاً مخصصاً لقضاء العطل لينتقل الدكتور إليه ، وأحضر معه زوجته والاطفال. بينما مارتي أنتقل إلى بيت الضيافة الصغير..
للأمانة ان القصة غريبة جدا و حزينة وقبيحة. اعتقد من يستمتع بها هو من يعجبه خبر أستغلال الطبيب لمريضه .. و هو فقط من كان على شاكلة ماركيز دو ساد.
انه مسلسل يثير الغثيان اذا شاهده طبيب نفسي مؤتمن على عمله اذ يولد لديه العديد من المشاعر المختلطة.
مثل الأشمئزاز و التوتر والاستياء والحزن والقهر والغضب.
وهنا اجد لزاما عليّ ان اوضح التالي:
هناك خوف من هذا النوع من المسلسلات أذ أنه يؤثر على الناس بشكل سلبي ، بحيث ينتابهم الحذر و الخوف و التردد من زيارة الطبيب نفسي
و هنا اجد لزاما عليّ أن أوضح التالي
احياناً قد يتجاوز المعالجون الحدود مع المريض من حين لآخر. لكن عن أي حدود اتكلم ؟!.
هناك “عبور الحدود” و هناك “انتهاك الحدود”.
و الفرق كبير بينهما !!.
ف “عبور الحدود” هو اختراق حميد ، غير ضار وغير استغلالي. وربما مفيد و داعم للعلاج و لحدود المريض والمعالج ، بينما “انتهاك الحدود” يتضمن انتهاكات في الحدود مع المريض و يكون ضارًا للمريض والعلاج ويشكل استغلالاً للمريض أو انتهاكات قد تؤذيه و تضره.
المسلسل بأختصار يمثل ” انتهاكًا للحدود”.
