حسين فوزي
في العالم هناك دوماً حرص على إدامة التواصل مع التاريخ، بالأخص من خلال الحفاظ على المواقع الأثرية، بجانب البحث والتحري عن آثار أقدم، إلا عندنا في العراق، فشارع الرشيد حولوه من مركز نابض بالحضارة للمدينة إلى سوق تجارية مبتذلة مكتظة بالنفيات مع ملحقه شارع النهر، شارع الجمال الذي تحول هو الآخر إلى خرائب بفعل الإهمال.
وفي البصرة أزيل في ستينات القرن الماضي مبنى البنك التجاري وساعة سورين ببنائهما المتميز في الستينات ليطلان على جسر العشار، الذي ضاعت ملامحه الأثرية هو الآخر.
وإذا ما كانت السلطات البلدية في البصرة قد واصلت امتداد شارع 14 تموز في وضع مسجد الكواز ضمن ساحة دائرية وسط الشارع، بشكل يحافظ على انسيابية شارع رئيس في المدينة، مع كامل الحرص على ما يعنيه هذا المعلم الأثري، سواء من قيمة تراثية هندسية تؤشر طبيعة المستوى الفني لأهالي المنطقة، أو تأكيد الالتزام بالحرص على أماكن العبادة في الوقت نفسه…فقد أزيل مؤخراً بذريعة الحرص على انسيابية المرور وبناء مسجد بديل، متناسية السلطات القيمة التراثية لهذا المسجد.
إن عقليات منقطعة عن حضارة وتراث أرجاء الوطن، بكل ما يمثله من تنوع ديني وعقائدي ومذهبي وفني كانت وما زالت تعبث بالبلاد، شأن عبثها بموارده.
وكل ما استخلصه هو غياب الوعي بقيمة التراث والقيمة التاريخية لما خلفه اسلافنا.
كما أن اللصوص لا يعرفون قيمة الفن ولا يقيمون حرمة لمعتقد أو تراث، وإلا لما كانوا لصوصاً…وهم في نهج النهب والتدمير لا يختلفون عن داعش التي دمرت معالم حضارية ودينية عريقة في الموصل وارجاء أخرى من العالم…
إنهم يسرقون أثارنا ويشوهون تاريخنا ويدمروه سواء بسوء قصد أو تحت ذريعة “التطوير” المزعومة… إنهم يواصلون سرقة خيراتنا…
فهكذا يبقى الجهلة واللصوص دوماً ومعهم المتطرفون المتخلفون في ارجاء العالم مثل داعش واخواتها يدمرون كل ما هو جميل و”يجتثون” تراثنا العربي والإسلامي وبقية تراث العراق المتنوع.
اللصوص ينهبون والجهلة وداعش يهدمون / حسين فوزي
(Visited 16 times, 1 visits today)