فاز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بجولة الإعادة في انتخابات الرئاسة التركية على منافسه كمال كليجدار أوغلو، بحسب اللجنة العليا للانتخابات.
وأعلن أحمد ينار رئيس اللجنة أن “أردوغان فاز بالجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بعد أن حصد 52.15 من إجمالي الأصوات، مقابل أقل من من 48 بالمئة لمنافسه كمال كليجدار أوغلو”.
وكان أردوغان قد استبق إعلان لجنة الانتخابات وأعلن فوزه. وتوجه أردوغان بالشكر إلى الشعب التركي، خلال المؤتمر الشعبي الذي عقد في مدينة اسطنبول، على تجديد الثقة فيه، وتحميله “المسؤولية” لفترة رئاسية جديدة.
وقال أردوغان في مؤتمره الشعبي أمام أنصاره “وداعا كمال” ثلاث مرات، في إشارة إلى منافسه كمال كليجدار أوغلو.
وفي كلمته الحماسية أمام الآلاف من مؤيديه، قال أردوغان إنه سيواصل العمل من أجل تركيا موحدة، مضيفا أن أحدا لا بمقدوره أن يسيئ للحريات في تركيا.
وفي المقابل، أعرب زعيم المعارضة التركية، كليجدار أوغلو، عن “حزنه الحقيقي” بشأن مستقبل البلاد بعد إعلان أردوغان فوزه، وقال في أول تصريحات علنية له بعد الانتخابات: “حزني الحقيقي يتمثل في الصعوبات التي تنتظر البلاد”، دون أن يعترف رسميا بالهزيمة.
وأضاف أنه سيواصل كفاحه، بعد أن أظهرت النتائج الأولية خسارته أمام أردوغان في انتخابات وصفها بأنها “أكثر انتخابات غير نزيهة منذ سنوات”.
وشهدت الجولة الأولى من الانتخابات إقبالا تاريخيا بلغت نسبته 88.8 في المئة، وأحرز أردوغان السبق متقدما على كليجدار أوغلو بنحو 2.5 مليون صوت.
وقبيل الذهاب إلى جولة الحسم، اتهم كليجدار أوغلو منافسه بإعاقة رسائله النصيّة إلى الناخبين، بينما رسائل أردوغان إلى ناخبيه متواصلة.
واستعانت أحزاب المعارضة التركية بجيش من المتطوعين الذين تنشرهم في لجان الاقتراع في عموم البلاد لضمان عدم وقوع تلاعب في عملية الانتخابات.
وتحدث مراقبون دوليون عن حالة من عدم التكافؤ بعد الجولة الأولى، لكن لم يتحدث أحد عن خروقات في عملية الاقتراع كانت كفيلة بتغيير النتيجة.
وفي آخر يوم من أيام حملته الانتخابية، وعد كليجدار أوغلو بأسلوب مختلف في الرئاسة، قائلا: “لا رغبة لديّ في سُكنى القصور. سأعيش مثلكم، متواضعا … وسأعمل على حلّ مشاكلكم”.
وأراد كليجدار بكلامه هذا الإشارة إلى القصر الفخم القائم على تخوم العاصمة أنقرة، والذي انتقل إليه أردوغان بعد أن تحوّل من رئيس للوزراء إلى رئيس للبلاد في عام 2014.
وبعد محاولة انقلابية فاشلة في 2016، وسّع أردوغان سلطاته، واعتقل عشرات الآلاف من الأشخاص وسيطر على الإعلام.
وفي ضوء ذلك، جاءت زيارته يوم السبت لضريح رئيس وزراء كان الجيش قد أعدمه غداة انقلاب في عام 1960، مشحونة بالرمزية.
وأعلن أردوغان أن “عهد الانقلابات والمجالس العسكرية قد ولّى”، ناسباً استقرار تركيا الراهن إلى نظام حكمه.
ومع ذلك، تعاني تركيا حالة استقطاب شديد؛ حيث يستند الرئيس أردوغان إلى دعم محافظين دينيين وقوميين، بينما أنصار خصمه كليجدار أوغلو هم بالأساس من العلمانيين، على أن بينهم كذلك كثيرين من القوميين.
ويقول خبراء اقتصاد إن سياسة أردوغان الخاصة بخفض معدلات الفائدة بدلا من رفعها زادت الوضع سوءا.
وسجلت الليرة التركية أدنى مستوياتها، وازاد الطلب على العملة الصعبة، وتراجع احتياطي البنك المركزي من العملة الأجنبية إلى أدنى مستوى له منذ عام 2002.