گمر : لقد عملنا على نشر التراث العراقي عبر. 250 مشاركة عالمية
علاء الخطيب
يحتل التراث الموسيقي العراقي مكانةً خاصة في الثقافتين العربية والعراقية ، فجذوره موغلةٌ في القدم ،فمن العصور السومرية والأكدية الى زرياب واسحاق وابراهيم الموصلي وحتى رشيد القندرچي و محمدالقبانجي ويوسف عمر الى يومنا هذا ، و من ” حرائق نينوى“ كأول ملحمة سيمبفونية آشورية حتى أغاني المعابد والطقوس الدينية عند السومريين ، و من القيثارة الى آلة العود، ومن بابل الى بغداد يبقىهذا التراث حياً متوهجاً شفاهياً .
لكن هذا التراث الموسيقى الكبير ، لم يمنح مساحةً للتدوين كما يحصل اليوم .
ففي معرض ابوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 23 وعلى صالة ” انماط الحياة “ كان الفنان. محمدحسين گمر يغوص في التراث الموسيقى ليجعله جسراً للتواصل الحضاري بين العراق وشعوب العالم .
كانت الامسية التي قدمتها الاعلامية زينة عبد الجليل مختلفة بكل تفاصيلها، تمحورت حول الاصدار الجديد. للفنان گمر بعنوان ” التراثالموسيقي العراقي والتواصل الحضاري “ الذي سلط فيه الضوء على تاريخ الموسيقى العراقية وتاريخالمقام العراقي على وجه التحديد، كما استعرض تاريخ آلة ” الجوزة ” فهي الآلة التي لا تنفك عن موسيقىالمقامات العراقية ، لا بل هي عنوانه الرئيس .
الكتاب قدم تجارب الفنان محمد حسين الذاتية ، وسعيه الدؤوب في عملية التزاوج الموسيقي بين العراقوبقية دول العالم ، كانت ” آلة الجوزة إنموذجاً” .
قال گمر : ان أسم الآلة أشتق من ثمرة جوز الهند التي تكون الصندوق الصوتي للالة المفتوح من الطرفين، والمغطى من الاعلى بجلد السمك القوي ، عارضا ً شكلها على الجمهور وموضحاً وضيفتها و اوتارها ومفاتيحها و الفرسة التي تربط الاوتار.، منوهاً ان هذه الالة صنعت في سنة 350 قبل الميلاد. ومن اطلق عليها هذا الاسم مؤخراً هو الاستاذ شعوبي ابراهيم الذي كان ماهراً في النجارة و صنعها بالشكل الذي بين ايدينا اليوم .
ثم تطرق الى تاريخ المقام العراقي ، قائلاً ان الدارسين يرجحون نظرتين الاولى التي اعتمدها الاستاذ ” شعوبي ابراهيم ” والتي ترجع تاريخ المقام للعصر العباسي ، حينما كانت بغداد مركز الاشعاع الحضاريللعالم ، وكانت تحوي على عدد كبير من المغنيين والموسيقيين، وهي مدرسة اسحاق وابراهيم الموصلي اوتعرف بالمدرسة الكلاسيكية ، وهناك مدرسة اخرى هي مدرسة الخليفة المهدي والد الخليفة هارون الرشيد وهي المدرسة الحديثة او المتحررة .
بعد ذلك. جائت مدرسة زرياب وهو تلميذ اسحاق الموصلي الذي طور طرق الغناء .
وعن اسلوب قراءة المقام و قواعدها قال الدكتور گمر : ان هناك قواعد وأصول يجب على قارئ المقام ان يلتزمبها ، وقد اطلق عليها. القواعد الخمسة .
اولها «التحرير »وهي بداية الغناء ، ومن ثم «القطع و الأوصال» وهي المسارات النغمية المختلفة والتيتظهر امكانية القارى وقدرته على الاداء ، ثم « الجلسة » وهي الانتقال بين الطبقات الصوتية للتهيؤ للدخول الى « الميانات» وهي الغناء بالطبقات العالية وفق مسارات نغمية مختلفة ، ثم القاعدة الاخيرة و هي التسليم للانتهاء من المقام والدخول في غناء “البسته” البغدادية التي عادة ما يغنيها مع القارئ فرقة” الچالغي ” البغدادي وكلمة الچالغي هي تركية وتعني جماعة الغناء ، وهي بمثابة استراحة للمغني .
الفنان گمر ذكر انه عمل على نشر هذا التراث ، من خلال المشاركات العالمية التي بلغت أكثر من 250. مشاركة مع الفنان حسين الاعظمي، و سجل هذا اللون من الغناء التراثي ضمن قائمة اليونسكو كتراث عالمي.
وبين الدكتور گمر التنوع الموسيقى في العراق من شماله الى جنوبه طارحاً امثلة حية من خلال العزفعلى الة الجوزة .
استمتع الجمهور بالندوة ، انتهت ولكن الشغف بالتراث العراقي لم ينتهي عند من حضروا الندوة .