رحل الفنان محسن العزاوي ابن مدينة الناصرية الغراء عن عمر ناهز الـ 84 عاماً بعد صراع مع المرض وقد ترك الفنان العزاوي ارثاً مسرحياً وفنياً كبيراً ، و بصمات لا تمحى في تاريخ المسرح العراقي والعربي .
ظافر جلود
قليل ما يذكر بحق منجز الفنان المخرج والاستاذ صاحب المدرسة الطليعة في التعبير والتشكيل الحركي واستخدام السينوغرافيا الحديثة بالمسرح العراقي لاول مرة الكبير محسن العزاوي الذي رحل اليوم ألى مثواه الاخير.. رافقته طويلا وكتبت عنه الكثير مخرجا وممثلا واداريا ناجحا منح الفرقة القومية للتمثيل حينما تولى ادارتها لسنوات طويلة بعدا عربيا وعالميا فازدهرت العروض وطافت مسارح عواصم العرب ونالت الدهشة والاعجاب والرقي والجوائز من كلكامش والمتنبي والبيك والسايق ومجالس التراث وباب الفتوح ونديمكم هذا المساء .. ربما القائمة تطول .. مما اتذكر انه اخرج لفرقة المسرح الحديث وبكل عمالقتها مسرحية ( رسالة للوالي ) في ايام الحرب العراقية الإيرانية وكنت معه طوال فترة التمارين ونشرت مقابلة صحفية عنها حينها.. وفي اليوم التالي كان اعضاء من جهاز المخابرات في قاعة مسرح بغداد لمشاهدة التمارين بعد ان طلبوا الاذن من الراحل الكبير يوسف العاني.. للمراقبة وتدقيق محتوى فكرة المسرحية .. لكن بحبكة ودراية واسلوب المخرج الاستاذ والمعلم محسن العزاوي نجت المسرحية وعرضت بنجاح .. سيذكر التاريخ للمسرح العراقي بسطور من الذهب الفترات التي عاشها المسرح معه فقد قدم اجيال واجيال من ممثلين ومخرجين واداريين وفنيين . رحم الله القدير الكبير محسن العزاوي واعزي نفسي اولا وعائلته سنان وسامان والمراة التي وقفت معه ام سنان ، وصديق العمر والمسرح الفنان القدير زكي عطا ابن اخ الراحل وابن الناصرية الوفي .. والمسرح العراقي بعامته .. والى جنات الخلد استاذنا ومعلمنا الغالي ابا سنان .