الصدريون يشدّون الرحال لتسنم مقاليد الدولة العراقية

الصدريون يشدّون الرحال لتسنم مقاليد الدولة العراقية

وعدد من المحافظات العراقية متوقفا عند الفعل العسكري
بل رافقه نشاط إعلامي واسع من قبل المتحدثين باسم
التيار في ظل تصريحات زعيم التيار السيد مقتدى الصدر
الذي اكد أن الدولة العراقية لاهيبة لها وان جيشها وقواتها
الأمنية في حالة من الضعف والتراجع وأن المتظاهرين
الذين وصفهم بغير السلميين يهددون تلك القوات وأن
واجب التيار بما يملك من قوة ضاربة هو القيام بما
تعجز عنه الدولة العراقية على حد قوله .
يتزامن ذلك من اصرار مبكر على الفوز الساحق في
الانتخابات المقبلة وتسلم رئاسة الوزراء ليكتمل عقد
الهيمنة الصدرية على مقاليد الحكم في العراق ، فقد صرح
السيد حاكم الزاملي القيادي في التيار ان الاستطلاعات
الخاصة بالتيار تظهر بانه سيتفوق على جميع الكتل
والاحزاب والجماعات المشاركة في الانتخابات وأن الأوان
قد حان لاستلام رئاسة الوزراء فيما وصفه مراقبون بانه
بمثابة القرار الصدري الصريح لاستلام مقاليد الدولة
الدولة العراقية.
حركة الصدريين التي واجهت الكثير من الاعتراضات
والتحليات المنفعلة ضد ما جرى ، انما تريد اظهار
الحقيقة المسكوت عنها والغائبة في غمرة المراهنات
السياسية غير الصحيحة في الواقع العراقي. فالعراق اليوم
دولة غير مكتملة ناقصة الهيبة حسب تقييم الصدر
وليست موحدة وليست ذات رؤيا مشتركة من قبل قادتها
والاحزاب المهيمنة عليها لدى جميع المكونات العراقية،
وغدت السياسة العراقية او ما أصطلح عليه بالعملية
السياسة سوقا للاقوياء تحاول كل الاطراف تسويق بضاعتها
وحصد مكاسبها مما يختصر فلسفة الدولة وادارتها بمبدا
)قوي تأكل ضعيف تؤكل( بعيدا عن التبريرات التي تساق
والاحالات السسياسية للخارج والداخل .
صمت حكومة الكاظمي يدلل على ان ما فعله الصدريون
حدث طبيعي بل ربما يمثل قوة غير معلنة للكاظمي
المهدد من قوى مسلحة هي الاخرى داخل العملية
السياسية ولذلك اسلم اموره للصدر بالكامل ، وهو ما
يعززه طرح السيد الزاملي الذي تحدث لقناة الشرقية
بالقول : ان الاستعراض تم بالتنسيق مع الحكومة
وباستخدام بعض ألآليات والعجات الحكومية ، وهذا
مايشير الى واقع أن الصدريين باستعراضهم قوتهم هذا
لايغامرون لان الاطراف التي امامهم ، اما اطراف رسمية
ساكتة رضًى أو تواطوأ ، او اطراف غريمة للتيار لكنها غير
متضررة حتى الان طالما ان المواجهة والاسباب تتصل
بتهديدات غير واقعية مثل استيلاء البعثيين والقاعدة على
الاماكن المقدسة . لذلك فان الجماعات المسلحة لاترى
مشهدا غريبا في الشارع وهي تشاهد استعراض القوة
المسلحة لاحد اعمدة العملية السياسية الاساسيين في
الوسط الشيعي.
كما أن الكرد والسنة ) ونقصد السياسيين ( لن يؤثر ذلك
التنابز بينهم فان الدولة العراقية سواء كانت بيد الصدر او
المالكي او الكاظمي او الزرفي فالمستقر الوحيد فيها هو
حصص الفرقاء التي لن تتغير ، طالما أن عين الصدريين
على رئاسة الوزراء وليس على رئاسة البرلمان او رئاسة
الجمهورية في الوقت الحاضر..
وسواء اعترضت الاصوات التي تبحث عن شكل محترف
للدولة اوالحالمة بمسارات سياسية منتظمة أو طروحات
مثالية اخلاقية بعيدة عن الواقع العراقي الحقيقي. فان
ماحصل هو ذاته ماكان موجودا منذ عام 2006 حتى اليوم،
وان الصدريين ليسوا خارج المعادلة وليست عداواتهم
مفتوحة او صداقاتهم كذلك بدليل انهم كانوا السبب
الاول في انتخاب الجعفري عام 2006 ومجيء المالكي عام
2006 كدورة اولى لرئاسة الحكومة واعادة ترشيح المالكي
لدورة ثانية في تحالفات اللحظة الاخيرة بعد قرار متصلب
جدا ضد عودته انذاك . وربما يحصل ذلك مجددا اذا ما
أسفر العداء المعلن بين المالكي الطامح لرئاسة جديدة
للورزراء والصدريين الذين مازلوا يذكّرون الجميع بساحهم
قبل السنتهم : بأن ملوك الدولة العراقية المقبلة سيكونون
منهم حصرا، أو انهم كعادتهم صناع ملوكها.

(Visited 4 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *