الشاعر محمد الكلابي / العراق
سأكتب هذهِ المرة دون سجائري
ليس رغبة منّي إلا أنها باتت مؤذية
إلى حد الاختناق
أو ربما لم تعد لصدري القوة
على استنشاق الدخان
لا بأس سأستمع للموسيقى وأكتب،
لكن مهلًا!
ذوقي سيء جدًا في انتقاء الموسيقى
فأنا لا أعرف من الموسيقى إلا تلك
الحزينة التي تنبش أوجاع قلبي
المدفونة!
حسنًا سأكتب بدون موسيقى!
عن ماذا سأكتب؟
هل بقي لي شيئًا أكتب عنه ؟
لربما سأكتب عن رحلتي المضنية
مع التدخين ، وكيف سأظهر بعد أيامٍ
قليلة مُتلجًحا أمام الملى
بزي المنتصر في معركة ” الصحة ”
لأكذب على الجميع كذبة مفادها
” الإقلاع عن التدخين سهلٌ جدًا ”
” ببساطة يا أصدقائي الأمر بسيطُ جدًا كلُ ما عليك فعله هو كذا وكذا ……!
حينها سترمقني علبة السجائر بنظرةٍ
ساخطة وتقول في قرارات نفسها
: سحقًا لك أيها المحتال لمَ لا تخبرهم
أنك لم تعد قادرًا على تدخين سجارةٍ واحدة
لم لا تقول لهم أنك ستخسر رئتيك
في أيّ لحظةٍ من اللحظات!
اسمعوا جميعًا : كلُّ ما يقوله ترهات ترهات
وأكاذيب لا تصدقوه
لقد خسر المعركة
أنظروا إليه أنه مهزوم
لقد أمتنع عنوة عن التدخين
لأن الضيق كان يجثو على صدره
مع كلّ سجارة يرتشفها
أنظروا إليه
علائم الهزيمةِ تَبدو جلية
على وجهه الكئيب.
إذًا سأكتب عن حبيبتي!
لكن كيف ؟ أين هيّ ؟ وبهذهِ الحالة ؟
محال أن أفعل!
فأنا لا أعرف ماهيتة الشعور الذي
يعتريني أخشى أن أكتب
لها قصيدة مظلمة فتهمش
بريق ضوء عيونها العسلية
أقلق من كتابةِ حروفٍ خشنة غليظة
” كَمشاعري ”
فتخدش روحها الرقيقة الناصعة.
حسنًا يبدو إني حقًا لست قادرًا على الكتابةِ
سأكظم حزني هذا ، ثم أهرع إلى مهجعي .