وجبات الطعام …. عادل جعفر

وجبات الطعام …. عادل جعفر

بقلم : د.عادل جعفر

هناك العديد من العوائل أصبحت مفككة و الدليل على ذلك سأجعله يبدأ من وجبة الطعام!!.
عادة عند وجبات الطعام يلتقي أفراد الأسرة الواحدة لتكون الوجبة أحد أهم الفعاليات اليومية التي تشّد من أواصر أفراد الأسرة ، اذ يجري تبادل الاخبار الشخصية اليومية و يتم طرح الأسئلة المتبادلة عن الصعوبات اليومية و المواقف التي مرّ بها أفراد الأسرة ، و يتم خلالها تقديم النصائح و التوجيه دون التعدي على أجواء المرح و الألفة أثناء تناول الوجبة الواحدة!!.
و لهذا نقول أنه لوجبات الطعام ذكريات ومشاعر لا تنسى!!.

اليوم نشهد جيل لا يعرف معنى المشاركة في وجبات الطعام . جيل لم يشهد أجواء وجبات الطعام العائلية التي كانت فيه تنتظر العائلة رب الأسرة عائدًا من عمله و قد تنتظر الأسرة احد اولادها او بناتها حاضراً من الجامعة حتى يلتم الشمل خلال تناول الوجبة.
للأمانة نقول أننا امام جيل معظمه لم يشهد وجبات الطعام كما كانت سابقاً!!.

سابقاً في البيوت كان يُصنع الطعام ببهارات الحب والحنان!!.
الآن هناك الكثير من البيوت التي لا تصنع الطعام و لهذا نقول هي بيوت خالية من الحب والحنان و الألفة و التلاحم!!.
اليوم ترجع ربة البيت من الوظيفة مُنهكة مُتعبة …. لتتناول مع أفراد أسرتها المفككة “وجبة طعامٍ ديلفري ( delivery ) ، وجبة بقدر ما هي خاوية من الذكريات و المشاعر فهي حُبلى بالعُزلة و التباعد !!.
نستطيع أن نقول أن تلك جلسة الطعام في المنزل تُعتبر احد الأسس التي تُبنى عليها وحدة الأسرة و تماسكها!!.
لا يكفي الطعم المميز للوجبة لتثبيت الأواصر بين أفراد الأسرة … بل يتعدى الأمر ليصل الى أجواء تحضيرها المشترك ، و قد يصل الأمر أن يقوم الأب برمياً هادئاً لأحدى القضم داخل فم زوجته و امام أولاده ليعطيهم مثلاً على المودة و الحب … و لا بأس أن يقوم الأب بأطعام اولاده الصغار امام اولاده الكبار ليكون لهم درس في الحياة!!.

و لا تكتمل طقوس وجبة الطعام ما لم يتم تجاذب أطراف الحديث مع الكثير من المرح و الابتسامات …. وشُكر الأم و من ساعدها من البنات في تحضير الطعام … و لا بأس من بعض عبارات المديح للطعام و الثناء على من طبخه و اعدّه!!.
و قد تقوم الأم بتوجيه أبنائها في شكر أبيهم على أدامة مواد الطعام لهم …. فهو الذي يخرج باكرا كل يوم لتوفير لقمة العيش لهم …. و هو الذي لا يبخل على تعليمهم مهما كلف الأمر ، فهذا واجبه المقدس في الحياة ، فخير استثمار يقوم به الأب و المقدم لأولاده هو ليس ترك ثروة لهم . … بل ان يصل بهم الى اعلى درجات التعليم … و على كل أب ان يرفع بمستوى تعليم اولاده الى درجة أعلى من مستواه التعليمي … و ان تكون هذه هي رسالته في الحياة!!.
و على الأم ان تذكّر أبنائها بما يفعله أبيهم لأجلهم … فكل فلس يأتي به الأب يأتي بتعب و مشقة سواء كانت مشقة عضلية او مشقة فكرية .. هكذا على الأم أن تقوم بحَرْف هذه الأفكار و المباديء في عقول اولادها… و هذا كله يمكن عمله أثناء وجبات الطعام … و بهذا يتم ثَبَات الأثر الحميد في نفوس أفراد الأسرة مُتأهباً من ناحية و باقً على المدى البعيد في ذكرياتهم من ناحية أخرى !!.

اليوم و في الحاضر و على الأغلب قد تبدلت الكثير من واجبات أفراد الأسرة بعضهم لبعض… و ربة المنزل اليوم ليس كربّة المنزل بالأمس ، فالبعض منهنّ بدئنا يشتركنّ في مصروف البيت و البعض منهن بدئنا بإذلال الزوج امام جميع افراد الأسرة … و في الحقيقة اكثرهن لا يصرفن الا القليل … و على الرجل ان يرفض أن تقوم زوجته بصرف فلس واحد على معيشة العائله لأن هذا دوره و هذه مكانته و رجولته و هذه هي القوامة الزوجية»!!.
اليوم تم أستبدال وجبة الطعام و طقوسها بعدد من سندويشات البرغر او الكنتاكي او صينية المندي و السمك المسگوف الذي يصل حاراً و جاهزاً الى البيت …
ليس هذا فقط بل يتم تناول الطعام
بحدة و صمتٍ وشرود ذهن وجمود عاطفي! الكل يأكل و عينيه ترقص على شاشة الموبايل و حتى الأطفال من كان منهم يشترك في ذلك!!.
هكذا ضاعت عملية صناعة الذكريات و التي هي عماد الأسرة الواحدة!!.
النصيحة و ببساطة هي…..
إصنعوا الذكريات لأبنائكم!!.لأنها بصدق سلك الربط الذي يؤثر عليهم في عواصف الإفساد القوية.
د.عادل جعفر
استشاري طب نفسي

رياح الإفساد العاتية.

وربما مع الطقطقة على الموبايل باليد الأخرى! بعد يومٍ استنفد طاقات الوالدَين في عجلة المادية.
إصنعوا الذكريات لأبنائكم،
فهي سلك ربط للتأثير عليهم في عواصف الإفساد القوية.

 

 

توفير مواد هذه الوجبة.

وانتعاشها بذلك، وتوجيهها الأبناء إلى شكر أبيهم على توفير مواد هذه الوجبة…ثم بقاء الأثر الحميد لهذا في نفوس أفراد الأسرة حاضراً وعلى المدى البعيد في ذكرياتهم.
كل هذا يستبدل بكذا سندويشة برغر أو دجاج مع الأرز في صندوق بلاستيكي يأكلها كل على حدة بصمتٍ وشرود ذهن وجمود! وربما مع الطقطقة على الموبايل باليد الأخرى! بعد يومٍ استنفد طاقات الوالدَين في عجلة المادية.
إصنعوا الذكريات لأبنائكم،
فهي حبل وصل للتأثير عليهم في رياح الإفساد العاتية.

ل

دبوس الجمعه،،،

البيت الذي لا يصنع فيه الطعام خالي من الحب والحنان،،،

كنت أقرأ في مقال لأخت فاضلة تتكلم عن الحياة المادية التي أدخلوا المرأة في طاحونتها بحيث تعود للبيت منهكة لتتناول مع أسرتها المفككة “وجبة طعامٍ جاهزة لا ذكريات فيها ولا مشاعر ” حسب تعبيرها.
ذكريات ومشاعر وجبات الطعام! معنىً قد تنشأ أجيال لا تعرف معناه لأنها لم تشهده أصلاً!
لا يخطر ببال كثير منا أن وجبة الطعام ينبغي أن تكون هنيئةً ليس فقط بطعمها، وإنما بجو تحضيرها المشترك، والإيثار بين أفراد العائلة على أطيب الطعام أو ما تبقى منه، ورفع الرجل لقمة إلى فم امرأته وكذلك هي إلى فمه أمام الأولاد، وإطعام الأبناء بأيدي آبائهم، وتجاذب أطراف الحديث مع مرح وضحك، وشكر للأم ومن ساهم في تحضير الطعام معها بعبارات “سلم الله يديك على هذا الطعام اللذيذ”، وانتعاشها بذلك، وتوجيهها الأبناء إلى شكر أبيهم على توفير مواد هذه الوجبة…ثم بقاء الأثر الحميد لهذا في نفوس أفراد الأسرة حاضراً وعلى المدى البعيد في ذكرياتهم.
كل هذا يستبدل بكذا سندويشة برغر أو دجاج مع الأرز في صندوق بلاستيكي يأكلها كل على حدة بصمتٍ وشرود ذهن وجمود! وربما مع الطقطقة على الموبايل باليد الأخرى! بعد يومٍ استنفد طاقات الوالدَين في عجلة المادية.
إصنعوا الذكريات لأبنائكم،
فهي حبل وصل للتأثير عليهم في رياح الإفساد العاتية.

(Visited 5 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *