وا إماماه وا سيداه / حسين الصدر

وا إماماه وا سيداه / حسين الصدر

حسين الصدر
-1-
رحم الله سودة الهمدانية حيث رثت أمير المؤمنين (ع) ببيتين بقي صداهما يرن في سمع الزمن .
قالت :
صلى الالهُ على روحٍ تَضَّمَنَهُ
قبرٌ فأصبحَ فيه العدلُ مقرونا
قد حالف الحق لا يبغي به ثمناً
فصار بالحقِّ والايمانِ مَقْرونا
نعم
لقد كان عليّ مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار
وتلك مزية سيد الاحرار والأبرار .
-2-
سأل معاويةُ ضرارَ بن ضمره قائلا :
” فكيف حزنُك عليه ؟
-اي على امير المؤمنين (ع) – فقال :
{ حزن مَنْ ذُبح ولدُها في حِجْرها فهي لا ترقى لها دمعة ولا تسكن لها زفرة } .
وهكذا هو حزن محبيه عليه .
-3 –
ووصف الشاعر دَمْعَ امرأةٍ شيعّيةٍ تبكي إمامها أمير المؤمنين فقال :
أرقُ مِنْ دمعِةِ شيعيّةٍ
تبكي عليَّ بن ابي طالبِ
ولو بكيناه بالدموع الحُمر لما انطفأتْ جِمارُ الفجيعة والحزن المُقيم .
-4-
وَوَصَفَهُ أبو الدرداء قائلا :
” شهدتُ عليَّ بن ابي طالب (ع) بسويحات بني النجار وقد اعتزل عن مواليه واختفى مما يليه … فافتقدتُه وبَعُدَ عليّ مكانُه فقلتُ :
لحق بمنزلِهِ فاذا أنا بصوت حزين ونغمة شجية وهو يقول :
” الهي :
كَمْ مُوبقةٍ حملتُها فقابلتَها بِنعَمتِكَ .
وكَمْ مِنْ جريرةٍ تكرّمتَ عن كشفها بِكَرَمِكَ ،
الهي :
إنْ طالَ في عصيانِكَ عُمري ،
وعظُم في الصحف ذنبي ،
فما أنا مؤمِلٌ غيرَ غُفْرانِكَ
ولا أنا بِرَاجٍ غيرَ رضوانِكَ
فشغلني الصوت واقتفيتُ الأثر فاذا هو علي بن ابي طالب ..”
عليٌّ طَهَّرهُ الله مِنْ كل الخطايا والاخطاء، فهو الامام المعصوم من كل الجرائر، ولكْنّ عَظِمُ الخالق في عَيْنِه جَعَلَه يستصغر ما قدّم فأسند الى نفسه ما أسند وحاشاه أنْ يلم بشيء من ذلك .
واذا كان علي (ع) وهو القمة السامقه في الاخلاص والعبادة والجهاد والسعي الدائب الحثيث لخير الدين والأمة .
على هذا النحو من الأحاسيس فيكف بنا ونحن المنهمكون في حب الدينا وزخارفها اللاهون عما سواها ؟
وهكذا يوقظ امير المؤمنين (ع) الضمائر النائمة من سباتها لتصحو على ما ينتظرها من صالح الاعمال والاقوال .
-5-
لقد تصدق امير المؤمنين (ع) بخاتمة وهو راكع على السائل الذي جاء يسال المسلمين وهم في صلاتهم.
فنزل فيه قوله تعالى
{ انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون }
المائدة / 55
مَجَّدَ القرآنُ صنيعَ أمير المؤمنين واهتمامه بالسائل وأنزل فيه قرآنا يُتلى آناء الليل وأطراف النهار لِيُذّكر بانّ عليا (ع) استكمل شرائط القبول حيث كان عمله خالصاً لوجه الله لا تشوبه الشوائب وهذا هو المهم ،
وليس المهم ان يكون حجم الانفاق كبيراً هائلاً ، وفي هذا درس بليغ رائع لابد ان نستوعبه فالعبرة بنقاء الدافع وصفائه .
-6-
وقال ابو الاسود الدؤلي يرثي امير المؤمنين ( عليه السلام ) :
أفيِ شهرِ الصيامِ فجمعتمونا
بخير الناس طُرّا أجمعينا ؟
قَتَلْتُمْ خيرَ مَنْ ركب المطايا
وذللها ومن ركب السفينا
فما أعظمها مِنْ مصيبةٍ ،
وما أمضها من فجيعة ،
وما أفظعه من خطب مُرّوع تنخلع لهوله القلوب .
عزاءً يا رسول الله .
عزاءً ايتها الصديقة الطاهرة البتول فاطمة .
عزاءً ايها الاوصياء الطيبون الطاهرون .
عزاءً يا صاحب الامر بجدك المرتضى .
عزاءً ايتها الأمة ، وأعظم الله لنا ولكم جميعا الاجر بمصابنا العظيم بأمير المؤمنين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين
وأنالنا الله وايّاكم شفاعته يوم الدين .
حسين الصدر
Husseinalsadr2011@yahoo.com

(Visited 3 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *