حسين الصدر
-1-
في الأمثال :
” يوجد في الأسقاط ما لا يوجد في الأسفاط ” .
هناك أناس نظلمهم حين نخطأ في معرفة ما ينطوون عليه من مواهب وملكات وقد لا تنكشف الحقيقة الاّ بعد فترة طويلة من العناء .
-2-
ومن اجمل الحكايات في هذا الباب حكاية أحد الخدم المملوكين لوزير اسمه ( كمال الدين ) كان معروفاً بحسن خَطِه وجودته
وذات يوم جاءه أحدهم برسالة رفعها اليه فأعجبه خطها
فقال له الوزير :
هذه بِخَطِكَ ؟
قال :
لا ولكنْ أحد مماليكك في الباب كتبها لي .
فاستدعاه فاذا هو مملوكه الذي لم يكن محظيا ولا مرضيا عنده
فقال له :
هذا خطك ؟
قال :
نعم
قال الوزير :
هذه طريقتي في الخط فمن علّمك إياها ؟
فقال :
كنت آخذ كل توقيع لك ترسله بيدي فاكتب مثله مرة أو مرات فتعلمت ذلك
فأمره ان يكتب أمامه ليخبره فكتب هذا البيت :
وما تنفع الاّ دابُ والحِلْم والجحى
وصاحِبُها عند الكمال يموتُ
فأعجب الوزير بشعره أكثر من اعجابه بخطه .
تضمن البيت تورية رائعة فالموهوب عند الكمال – كمال عمره – يموت وصاحب الخط الجميل والادب الأجمل عند ( الوزير الكمال ) يموت أيضا حيث لا يحظى منه بنائل .
-3 –
انّ الكثير من الموهوبين تُغلق عليهم الأبواب ، ولا يجدون الا الاهمال والارتباب وهذا مالا يسوغ ولا يقبل على الاطلاق .
وهنا تكمن العظة .
حسين الصدر
Husseialsadr2011@yahoo.com