” المحـلَّـلون والمتحولـون “

” المحـلَّـلون والمتحولـون “

 

رياض الفرطوسي || كاتب عراقي

مع التحولات التي حصلت في العالم، والحياة ومناهج التغيير.
كنا نتطلع ان تشمل هذه التحولات، واقعنا السياسي والاجتماعي، والثقافي خاصة بعد اسقاط، الدكتاتورية في العراق.
واذا بنا نتفاجأ ان المشروع هو اسقاط الانسان لكي تصبح كل الطرق معبدة، للسيطرة والاستحواذ والنفوذ،
واسقاط مركز الثقل الحقيقي للانسان وهو العقل من خلال تفكيك المنظومة الفكرية والثقافية والتربوية للمجتمع.
نحن نعرف ان غالبية الشعوب التي تغيرت كان مصدر هذا التغيير على يد نخب من العلماء والمثقفين والمفكرين والفلاسفة عبر عمل طويل وشاق، وكفاح متواصل من العمل.
لكن في حالتنا لم نشاهد نخبا رصينة، متفقة على التغيير الجذري والحقيقي
بل ان الجميع متفق تقريبا على التغيير السياسي.
ومن هنا بدءت هشاشة الرؤية وهشاشة البناء وصارت الناس تنام، وتصحو على ما يطلق عليهم، بالمحللين الكثير من تحليلاتهم عبارة، عن مزاجيات وانحيازات شخصية،
وليست قراءات تحليلية وتفكيكية بعيدة عن المشاعر والدوافع الذاتية.
لأن من شأن ذلك ان يخلق جدارا، وحجابا لرؤية الحقيقة فتعمق الجهل، والخراب العقلي.
تجد قسم كبير من ( محللينا ) يعانون من الانفصام الذهني والعقلي عن، الواقع فلا تجد اي قراءة واقعية فيما يطرحون كمحاولة للاقتراب من هموم الناس ومعاناتهم ونحيبهم واحزانهم.
ومن المهازل الكبرى ان يقوم هؤلاء ( المتحللون او المتحولون ) وهم حفنة من جلساء المقاهي والحانات، واميين اجلاف بقيادة نخب سياسية
وثقافية وفكرية تحت عناوين مزورة لا علاقة لها بأرض الواقع.
هؤلاء الوكلاء والتابعون الى قنوات ومنابر وصحف قسم كبير منهم
يعملون كـ ادلاء للعدو يرشدونه على مثالبنا وضعفنا وهشاشتنا.
المتحللون او ( المحللون ان شئت ) لا يشمون رائحة تحللهم لأنهم قد ادمنوا العفن الداخلي المتراكم.
وقد يتحول هذا العفن الى نفاية او قذارة وربما تكبر النفاية لكنها تكبر بلا، كبرياء او نبل او كرامة او احاسيس صافية.
وعندما يتفرغ الانسان من العقل والمعرفة والضمير وينتفخ من لا شي.
ينحدر ومع انحداره يصبح مصيره النسيان.

(Visited 6 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *