حسين الصدر
-1-
في 7/ 4 /2020 اختطفته يد المنون فجأةً ولبّى لقاء ربّه ووفَدَ عليه بصفحات نقية مزدانة بالأدب والثقافة والمعرفة والاخلاق العالية فكانت الخسارة به فادحة، وضجّت نار الفجيعة في أعماقنا، وفقدنا به أخاً وصديقاً وعلماً من أعلام الفكر والأدب وواحداً من أبرز الموسوعيين المعاصرين..
أليس هو صاحب موسوعة ( تاريخ القزويني ) في اجزائها الثلاثين ؟
وصاحب موسوعة ( الروض الخميل ) في أجزائه العشرة ؟
مضافا الى عشرات الكتب والاصدارات بين تأليفٍ وتحقيق فضلاً عن دواوينه الشعرية .
-3 –
فقيدنا الراحل الكبير المرحوم الدكتور السيد جودت القزويني غاب عنا بجسمه ولكنه حاضر في القلوب لم يغب عنها فهو فيها مقيم .
-2-
ولابد لنا في ذكراه السنوية الثالثة ومن موقع الوفاء لذاته الطاهرة أن نقف قليلا عند شيء من الذكريات :
لقد أطلعني ذات يوم على جزء من أجزاء رَوْضِهِ الخميل فسارعت قائلا :
روضك يا جودت رَوْضٌ خميلْ
وفيهِ للأحبابِ ظِلٌ ظليلْ
يشتاقه قلبي وترفو له
عيني ويشفي مِنْ جوايَ الغَلِيلْ
ثم أطلعني بعد ذلك على جزء آخر من روضه الخميل فكتبت له جملة أبيات منها :
طيوبٌ مِنَ الروضِ الخميلِ تُوافينا
فتُورِقُ حتى ذابلاتِ قوافينا
وتمسحُ في كَفٍ مِنَ الرِفْقِ أعْيُناً
لعلَّ غبارَ الدرب أرهقها حينا
-4-
وقد أصدرت قبل حلول أربعينيته ديوانا خاصا سميتهُ ( فيض المشاعر الى الحبيب المسافر )
وهذا بعض ما يستحقه من تقدير وتثمين لجهوده الفكرية والأدبية والثقافية .
-5-
وقد أرخنا وفاته بتاريخ شعري نختم به هذه السطور العجلى :
تَهَضّمَنِي خَطْبٌ فَهَزَّ مشاعري
وَلَمْ أَدْرِ كيفُ الحزنُ والوجدُ يُوصفُ ؟
(فجودتُ) مهوىً للقلوب وإنَّهُ
لَيَفْخَرُ فيهِ كلُّ مَنْ كانَ يُنْصِفُ
له مِنْ عظيمِ المجدِ والفَكْرِ ثَرْوَةٌ
ومِنْ أُلَمٍ راحتْ جُروحيَ تَنْزفُ
وإنّ دموعي الحُمْرَ تجري غزيرةً
وما عَلِمَتْ مُذْ أرخوا: (أَينَ تُذرَفُ)
٦١ + ١٣٨٠ = ١٤٤١ هـ
-6-
ونحن نقترح على وزارة التربية أن تضمٍ كتب الأدب في المنهاج الدراسي لطلابنا شيئا من أدبه وعطائه الثر وفاء له وتكريما بوصفه أحد الروّاد المبدعين .
تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه وجعل قبره روضة من رياض الجنّة وحشره مع أجداده الطيبين الطاهرين .
ولا حول ولا قوة الاّ بالله العلي العظيم .
حسين الصدر
Husseinalsadr2011@yahoo.com