د.عادل جعفر/استشاري الطب النفسي
المريضة التي راجعت عيادتي يوم أمس قد شخصتها مصابة بفصام مزمن قبل اكثر من ثلاث سنوات بعد ما جاء اهلها بها متأخرين بعد جولة دامت ستة أشهر مع المعالجين الروحانيين دون فائدة ترجى في التحسن و كما جرت العادة!!.
تم استقبال المريضة و علاجها في ذلك الوقت و تحست بشكل جيد ، تم أخبارهم بأن المرض مزمن و لا يجب ايقاف العلاج
لكن ما حصل هو ايقاف العلاج من قبل اهل المريضة بعد عدة أشهر من العلاج و لمدة حوالي سنتين !!.
سبب ايقاف العلاح انهم اعتقدوا انها اكتسبت الشفاء رغم أني لم أبلغهم بذلك.
تم احضار المريضة قبل حوالي شهر و هي في حالة نكسة شديدة تم علاجها لكن لم تستجب بل الأمور أصبحت أسوء و تم جلب المريضة و هي في حالة كاتاتونيا مختلطة(mixed catatonia) تتنقل من تخلف عقلي جسدي(psychomotor retardation )الى تهيج عقلي جسدي(psychomotor agitation )و خلال نوبة التهيج تحاول ان تخنق نفسها
حقا لقد استنفذ الكثير من المرضى طاقتنا بسبب ايقاف العلاج و خاصة من قبل مرضى الأكتئاب المزمن و مرضى الفصام و مرضى الهوس الاكتئابي و السبب هو عدم الالتزام بالخطة العلاجية
مريضة اليوم قلنا لأهلها ان احسن علاج لحالتها الان هو الجلسات الكهربائية
لكن الام رفضت لان الكهرباء تدمر دماغها حسب اعتقادها!!.( علما انه علاج أسلم من الأدوية و يحمل فوائد اكثر)
ونتيجة الرفض تم كتابة ادوية مضادة للذهان و مجموعة من المهدئات ( combination of antipsychotic and benzodiazepines)
و التي تستخدم كذلك في علاج هكذا حالات لفترة خمسة ايام كحل ثاني .
المعضلة تكمن في قطع العلاج و حقاً المرضى يتعبونا بسبب قطع العلاج و يكلفونا بذلك تعب مضاعف و مسؤولية مضاعفة لأنه في النهاية سيكون الطبيب هو المقصّر في عدم تحسن المريض حسب تقديرهم .
اما المريضة السبعينية التي تعاني من قلق مع اعراض جسدية بسبب القلق و من ضمنها الصداع التوتري و ألم في المنطقة الشرسوفية الواقعة فوق المعدة هذه المريضة تريد وضع الصنّاته( السماعة الطبية) على رأسها و على بطنها و تقول العلاج ما فاد!!.
و عندما تم التحري تبين هي ليست على ما يرام لأن العلاج أنتهى منذ خمسة أيام بينما هي أخبرتني أن الشهر الأخير ليس بنفس تحسن الشهر الذي يسبقه بينما تبين انها انتكست بعد قطع العلاج.
عدم أعطاء معلومات صحيحة و عدم فهم السؤال تمثل معضلة آخرى من معضلات متابعة المرضى!!.